CRI Online
الباب السادس: القوميات والأديان

الاقتصاد القومي والمجتمع

إقتصاد المناطق القومية الصينية يحقق تطورا جياشا وسريعا

مع تطور الاقتصاد الصيني المستمر حقق اقتصاد المناطق القومية تطورا جياشا ومستمرا أيضا، وتعتبر تربية المواشي أحد أهم القطاعات الاقتصادية في المناطق القومية الصينية. وبعد الثمانينات من القرن الماضي بدأت الصين تمارس نظام المسئولية الانتاجية بالمقاولة في قطاع تربية المواشي وإدارة المراعي في المروج، ويعني ذلك أن الدولة تبيع المواشي للرعاة وتنقل حق إستغلال وإدارة المراعي الى عوائلهم. وجدير بالذكر أن أهم المراعي وأهم المناطق الرعوية تقع في مقاطعات تشينغهاي وقانسو وسيتشوآن ومناطق شينجيانغ ونينغشيآ ومنغوليا الداخلية وغيرها. وحقق قطاع تربية المواشي في هذه المناطق تطورا سريعا. وجاء في إحصاء أن عدد رؤوس المواشي في مراعي المناطق المذكورة بلغ حاليا أكثر من مائة مليون رأسا بينما إنخفضت نسبة الوفيات للمواشي بعد ولادتها بشكل ملحوظ. والى جانب ذلك ظهرت في بعض المناطق الرعوية مراع خاضعة لإدارة عوائل الرعاة. وبفضل توسيع حجم الانتاج وتحسين الادارة وفقا للمعايير التخصصية إرتفعت القدرة الانتاجية لهذه المراعي كما إزدادت الجدوى الاقتصادية فيها بشكل ملحوظ .

تملك المدن المكتظة بأبناء القوميات المختلفة ثروات أقتصادية وافرة كما تزدهر بالانشطة الاجتماعية والاقتصادية غير الزراعية، لذلك تلعب هذه المدن دور همزة وصل في المناطق القومية. وبعد الثمانينات من القرن الماضي يتطور الاقتصاد المدني في المناطق القومية تطورا سريعا. ذلك لمواكبة خطوات التطور في سائر المقاطعات والمناطق داخل البلاد، وجاء في إحصاء أن عدد المؤسسات الصناعية في المناطق الذاتية الحكم للاقليات القومية يتجاوز الان مليون مؤسسة. الامر الذي شكّل كيانا صناعيا متكاملا بشكل أساسي في هذه المناطق يضم المؤسسات الصناعية الحديثة الكبرى والمؤسسات الخاصة وقطاع التجارة والخدمات المختلفة وقطاعات إقتصادية أخرى، وجدير بالذكر أن مستوى المدننة في بعض المناطق القومية كمناطق شينجيانغ ومنغوليا الداخلية ونينغشيآ ومقاطعة تشينغهاي وغيرها يتجاوز الان المستوى المتوسط في المناطق الصينية الاخرى، وذلك يمّثل مساهمات كبرى تدفع التطور الاقتصادي العام في تلك المناطق والمناطق الاخرى.

لقد أصبح الاقتصاد غير الحكومي في إقتصاد المناطق القومية منظرا رائعا يلفت أنظار الجميع.مثلا أنه حتى نهاية القرن الماضي تحتل قيمة ناتج الاقتصاد غير الحكومي أكثرمن أربعين بالمائة من أجمالي قيمة الناتج المحلي في مقاطعة تشينغهاي.

وخلال توسيع نطاق الانفتاح على العالم الخارجي يعمل كثير من المدن في المناطق القومية على زيادة التبادل والتعاون الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي الدولي لرفع مستوى انفتاحها على الخارج. وظهرت الان في هذه المناطق مجموعة من المؤسسات العملاقة الذائعة الصيت داخل الصين وخارجها. منها شركة أرطوسي المساهمة المحدودة لانتاج الازياء الصوفية الدقيقة في منطقة منغوليا الداخلية، وشركة تيان يى المساهمة المحدودة في منطقة شينجيانغ الذاتية حكم لقومية الويغور وغيرهما .

قطاع العلوم والتكنولوجيا في المناطق القومية بالصين

من أجل دفع التطور العلمي والتكنولوجي في المناطق القومية الصينية إتخذت الحكومة المركزية الصينية سلسلة من السياسات الخاصة بما فيها بذل المزيد من الجهود لاعداد وتربية المؤهلين المختصين من الاقليات القومية وإرسال الطلاب من الاقليات القومية الى الجامعات و الدورات الدراسية التابعة للجامعات وجذب الخبراء والعلماء المختصين للعمل في مناطق الاقليات القومية وإصلاح القطاع الصناعي وتحسين نوعية المنتجات التقليدية التي يتم إنتاجها في مناطق القوميات ورفع إنتاج المؤسسات في هذه المناطق ونشر وتعميم المعلومات العلمية والتكنولوجية وتنظيم الدورات التدريبية لسكان هذه المناطق ووضع السياسات التفضلية المعنية مع توفير الظروف الممتازة في العمل والحياة لجذب الفنيين والمؤهلين المختصين للعمل في مناطق القوميات مع تشجيعهم على تقديم المزيد من المساهمات في هذه المناطق وتقديم المزيد من الدعم والمساعدة الى القطاع العلمي والتكنولوجي في مناطق الاقليات القومية وتوجيه الدعوة الى الخبراء والعلماء المخضرمين لإلقاء المحاضرات للعاملين في مجال العلوم والتكنولوجيا في مناطق القوميات وتوسيع مجالات التعاون العلمي والتكنولوجيا بين هذه المناطق والمناطق الداخلية الاخرى. وجدير بالذكر أن مجموعة كبيرة من مراكز وأجهزة البحوث والدراسات العلمية والتكنولوجية المتعلقة بالتنمية الاقتصادية وتحسين حياة جماهير الشعب قد تأسست في مختلف مناطق القوميات كما تم إعداد مجموعة كبيرة من الخبراء والفنيين الاكفاء من الاقليات القومية والمختصين في المجالات العلمية والتكنولوجية المختلفة.

وجاء في إحصاء أن عدد الخبراء والعلماء والمهندسين من المناطق الذاتية الحكم للاقليات القومية الصينية يبلغ الان نحو مائة ألف فرد يعتبرون قوة هامة لدفع تطور قطاع العلوم والتكنولوجيا الوطني. منهم أعضاء أكاديمية العلوم الصينية وأعضاء أكاديمية الهندسة الصينية وخبراء وعلماء ممتازون والفنيون أكفاء حققوا إنجازات عظيمة في مجال العلوم والتكنولوجيا. ومنهم السيد وانغ شي وين / أحد أعضاء الاكاديمية الصينية من قومية هوي المسلمة الصينية الذي يمارس على إمتداد سنوات طويلة أعمال علاج أمراض قلوب المسنين واسعافهم وأعمال البحوث والدراسات العلمية والتدريسية. وقدم هذا الخبير مساهمات كبيرة في مجال علاج أمراض المسنين في الصين. والى جانبه السيد وي يوي/أحد أعضاء الاكاديمية الصينية من قومية تشوانغ الصينية الذي حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة يا شن الصناعية الالمانية. وهو أحد الخبراء الرواد في مجال العلم الاحيائي الالكتروني والحساب الاحيائي. أما السيد تشنغ هوي يوي / الباحث والخبير الزراعي من قومية كوريا الصينية الذي يعمل في الاكاديمية الزراعية الصينية ويمارس على إمتداد سنوات طويلة أعمال البحوث والدراسات الزراعية فنجح في إبداع سلالة ممتازة جديدة من بذور الفول في الصين تعرف بإسم جين لين رقم 20 .

قطاع التعليم في مناطق القوميات الصينية يحقق تطورا سريعا

انطلاقا من واقع أن التعليم والتثقيف هما الاساس للتطوير العلمي والتكنولوجي في البلاد إتخذت الحكومة الصينية سلسلة من السياسات والاجراءات الخاصة لتطوير قطاع التعليم للاقليات القومية، وتشمل هذه السياسات والاجراءات: الاهتمام بقطاع التعليم للاقليات القومية وتقديم المساعدات لتطوير هذا القطاع ، وإقامة الاجهزة الادارية الخاصة لشئون التعليم القومي، ومنح حقوق تطوير القطاعات التعليمية الذاتية للاقليات القومية ومناطق القوميات الذاتية الحكم مع الاحترام الكامل لهذه الحقوق، والاهتمام بتدريس اللغات القومية واللغات المزدوجة، وتقديم المساعدة والدعم لإكمال وتحسين مواد تدريس مفردات الاقليات القومية، واعداد المزيد من الاساتذة والمعلمين للاقليات القومية مع منح المزيد من المساعدات المالية في هذا الصدد، وإنشاء المزيد من المدارس القومية المتنوعة الاشكال وفقا للاحوال الواقعية في مناطق الاقليات القومية. وقبول الطلاب عبر القنوات التفضيلية المحددة لاعدادهم ليكونوا أكفاء وممتازين في مناطق الاقليات القومية، ومنح الرعاية الخاصة لطلاب الاقليات القومية من خلال قبولهم وفي حياتهم بعد إلتحاقهم بالمدارس والجامعات. وتشجيع المناطق المتطورة إقتصاديا لتقديم المساعدات الى مناطق القوميات ...

لقد اتخذت الحكومة الصينية سلسلة من الاجراءات الفعالة لتطوير قطاع التعليم في مناطق الاقليات القومية، وأقامت كثيرا من المدارس الاعدادية والثانوية والمعاهد والجامعات بمختلف الاشكال بإستغلال مختلف الظروف الممكنة. وتشجع على تدريس تلاميذ الاقليات القومية باستخدام لغاتهم ومفرداتهم القومية الخاصة. وجدير بالذكر أن عدد تلاميذ وطلاب الاقليات القومية الذين يدرسون حاليا في مختلف المدارس والمعاهد والجامعات يشهد إزديادا ملحوظا. وبالاضافة الى ذلك تم بناء العديد من المعاهد والجامعات القومية في المناطق المكتظة بأبناء الاقليات القومية في شمال غرب الصين وشمال شرقيها وجنوبها الغربي، وتقوم باعداد مئات الألوف من الطلاب الجامعيين من مختلف القوميات .

وجاء في إحصاء أن لكل أقلية قومية من الاقليات القومية الخمس والخمسين في الصين طلابا جامعيين حتى أن لبعض الاقليات القومية باحثون في مجالات الماجستر والدكتوراه .

(جامعة القوميات المركزية الصينية)

الثقافة القومية في الصين

من أجل ورث وتطوير التراث الثقافي للاقليات القومية الصينية، تأسست منظمات وجمعيات ثقافية في مختلف المناطق والولايات والمحافظات الذاتية الحكم للاقليات القومية داخل البلاد بما فيها جمعية الادباء وجمعيات الاوبرات والمسرحيات والرقص والفنون الجميلة والسينما والتصوير وغيرها.والى جانب ذلك تأسست كليات ومعاهد الآداب والفنون القومية داخل كثير من الجامعات في مناطق القوميات، وأقيمت فيها أيضا مدارس ومعاهد وجامعات خاصة لثقافة الاقليات القومية كجامعة الموسيقي وجامعة الفنون المسرحية وأكاديمية السينما القومية التي أعدت مجموعة كبيرة من الادباء والفنانين الممتازين المبدعين في ورث وتطوير التراث الثقافي القومي. فعلى سبيل المثال أقيمت في مناطق التبت وشينجيانغ ومنغوليا الداخلية مدارس ثانوية خاصة للطب التبتي والطب المنغولي والطب القومي الويغوري .

ومن بين الادباء والفنانين المشهورين من الاقليات القومية الصينية: الاديب المشهور لاو شه من قومية مانتشور والشاعر كانغ لانغ ينغ من قومية داي والاديب المشهور وو باي سين من قومية ألونتشون. والى جانبهم هناك العديد من الفرق الفنية المحترفة وغير المحترفة المؤلفة من فنانين ممتازين من الاقليات القومية الصينية تقدم دائما أعمالها وبرامجها الفنية المتنوعة الرائعة لجماهير الشعب في المدن والبلدات الريفية المكتظة بأبناء الاقليات القومية داخل البلاد .

وأصدرت الصين عددا كبيرا من الاعمال الادبية والفنية للاقليات القومية منها (( المجموعة الكاملة للاغاني القومية الصينية )) و(( المجموعة الكاملة لموسيقى الاوبرات والمسرحيات القومية الصينية )) و(( المجموعة الكاملة للآلات الموسيقية القومية الصينية )) و(( المجموعة الكاملة للرقصات القومية والشعبية الصينية )) و(( تاريخ الاوبرات الصينية )) و(( المجموعة الكاملة للقصص القومية الصينية )) و(( ديوان الاشعار والقصائد القومية الصينية )) و (( ديوان الامثال القومية الصينية )) وغيرها من المؤلفات الاخرى التي تشمل المعارف الوفيرة جدا للاداب والفنون القومية المختلفة في الصين .

أما عدد المنشورات الخاصة للاعمال الادبية والفنية القومية التي يتم إصدارها رسميا في الصين فيتجاوز المائة. منها أكثر من عشرين مطبوعا تنشر بمختلف اللغات القومية. أما أنواع الكتب والمجلات التي تُصدر باللغات القومية فيتجاوز عددها ثلاثة آلاف وأربعمائة نوع .


1 2 3 4