CRI Online
الباب السابع: البناء

أنواع البناء الصيني

المباني الملكية

بنى الملوك والأباطرة قصورا مهيبة وضخمة لتعزيز سلطاتهم وإبراز هيبتهم وسد حاجاتهم المادية والمعنوية.

وتتميز القصور والمباني الملكية الصينية بروافد السقوف الضخمة والسقوف المرصوفة بالقراميد المزججة الذهبية اللون والرسوم والنحوت الملونة والدقيقة والقواعد المصنوعة من المرمر الأبيض والحواجز الكبيرة والأعمدة الأفقية والمباني الصغيرة الحجم المحيطة بها. وقاعة تاي خه بالقصر الامبراطوري في بكين هي من المباني الملكية الصينية النموذجية.

ومن أجل إظهار السلطة الأعلى التي كان الملوك والأباطرة يتمتعون بها وتجسيد نظام الطوائف الاجتماعية التي تتصدرها الأسرة الملكية، وزعت أجزاء المباني الملكية بتماثل دقيق على طول خط محوري: عليه مبان ضخمة وباهرة، وإلي جانبيه مبان صغيرة ومتواضعة نسبيا. وكانت المباني الملكية تقسم عادة إلى قسمين: قسم أمامي حيث يعمل الملوك والأباطرة وآخر خلفي حيث يقيمون هو وأسرهم.

القصر الامبراطوري في بكين

يعد القصر الامبراطوري في بكين مثالا للمباني الملكية الصينية. يسمى القصر الامبراطوري أيضا بالمدينة المحرمة، وسبق أن عمل وأقام فيه 24 امبراطورا من أسرتي مينغ وتشينغ الملكيتين. يشغل القصر مساحة 720 ألف متر مربع وبه أكثر من 9000 قاعة وغرفة، ويحيطه سور أحمر ارتفاعه عدة أمتار وطوله 3 آلاف وأربعمائة متر وخارجه خندق مائي .

ويقسم القصر الامبراطوري في بكين إلى قسمين أمامي وخلفي. وكان الأباطرة ينظمون نشاطاتهم الكبيرة ويصدرون أوامرهم وقراراتهم في القسم الأمامي، وتضم المباني الرئيسية فيه قاعة تاي خه وقاعة جونغ خه وقاعة باو خه التي بني كل منها على قاعدة من المرمر الأبيض يبلغ ارتفاعها 8 أمتار. أما القسم الخلفي فكان الأباطرة يعالجون فيه الشئون السياسية العادية ويقيمون هم وأسرهم، وتضم المباني الرئيسية فيه جناح تشيان تشينغ وجناح كون نينغ والحديقة الملكية، والتي تتوفر في جميعها مختلف اللوزم اليومية وتشغل كل منها دارا خاصة بها.

لم يبق من المباني الملكية الصينية القديمة إلا قليل، وإلى جانب القصر الامبراطوري في بكين، هناك قصر امبراطوري في مدينة شنيانغ شمال شرقي البلاد وأطلال عدة قصور ترجع إلى أسرتي هان وتانغ الملكيتين في مدينة شيآن بالغرب الأوسط من البلاد.

المعابد البوذية

بدأت المعابد البوذية التي نشأت في الهند انتشارها في الصين في فترة عهد أسرة وي الشمالية. وتتحلى المعابد البوذية الصينية بقيم تاريخية وفنية هامة لأنها سجلت تاريخ التطورات الثقافية والدينية في المجتمع الصيني الإقطاعي.

وبما أن الصينيين القدامى كانوا يعتقدون أن الكون قائم على الإيجابية والسلبية ويفضلون التناظر والنظام والاستقرار، تتميز الكثير من المعابد البوذية الصينية بتشكيلة مربعة ومسطحة ومتناظرة على خط محوري شمالي جنوبي، في حين اتخذ عدد غير قليل أيضا من المعابد البوذية تشكيلة أخرى ألا وهي التشكيلة الحدائقية.

وفي معظم الأحوال، للمعبد البوذي باب رئيسي بوسط واجهته الأمامية، وداخل المعبد برج ساعة إلى يسار الباب الرئيسي وبرج طبل إلى يمينه، وعلى الخط المحوري قاعة أورانوس حيث توضع تماثيل حراس بوذا الأربعة، ثم قاعة داشيونغ المقدسة ومخزن الكتب المقدسة. أما غرف الإقامة للرهبان وغرف الأكل فتقع على جانبي الخط المحوري. وجدير بالذكر أن قاعة داشيونغ المقدسة تعتبر أهم وأكبر المباني في المعبد البوذي، وتعرف ب"داشيونغ" ساكياموني.

معبد الحصان الأبيض بلويانغ

يرجع تاريخ معبد الحصان الأبيض الواقع في مدينة لويانغ بمقاطعة خه نان إلى عهد أسرة هان الملكية، ويعد أقدم معبد أنشأته الأجهزة الرسمية في البلاد. والمعبد مستطيل، ويشغل حوالي 40 ألف متر مربع. ولعب هذا المعبد دورا كبيرا في دفع تطور البوذية في الصين ودول شرق آسيا وجنوب شرقي آسيا، فما زال أرضا مقدسة يرنو إليها الكثير من البوذيين في هذه الدول.

المعبد المعلق على جبل خنغ

يعتبر المعبد المعلق الواقع في وسط جبل خنغ المشهور بمقاطعة شانشي الهيكل الخشبي الوحيد المبني على الجروف الحادة في الصين. شيد المعبد في عهد أسرة وي الشمالية، وتم ترميمه في عهود أسرة تانغ وأسرة جين وأسرة مينغ.

قصر بودالا

إن اللامية فصيلة من فصائل البوذية الصينية، وتتميز المعابد اللامية بقاعاتها الكبيرة وغرف القراءة العالية، وبنيت معظمها على الجبال. ويعتبر قصر بودالا بمدينة لاسا في منطقة التبت معبدا لاميا نموذجيا. بدأ بناء القصر في عهد أسرة تانغ، وشهد بعد ذلك توسيعا وترميمات حتى أصبح مجموعة ضخمة. شيد القصر على جبل وتوزعت مبانيه حسب تضاريس الجبل. وتوجد في القصر أكثر من 20 قاعة وغرفة كبيرة، وفي القاعة الرئيسية تمثال برونزي مطلي بالذهب لساكياموني وبنفس حجم ساكياموني في الثانية عشرة من عمره. وتتجلى في قصر بودالا الخصائص المعمارية لأسرة تانغ، ويجسد القصر فنونا معمارية نيبالية وهندية.

الصورة: قصر بودالا

ومن المعابد اللامية المشهورة أيضا مجموعة المعابد الثمانية بمدينة تشنده ومعبد يونغخه ببكين.

الحدائق

للحدائق الصينية تاريخ عريق وشهرة كبيرة في تاريخ الحدائق العالمي. وترجع الحدائق الامبراطورية في الصين إلى أسرة تشيو قبل أكثر من 3000 سنة. والحدائق الصينية متوافرة ومتنوعة وتتمتع بمكانة هامة في النظم العالمية الثلاثة لبناء الحدائق.

ويمكن تقسيم الحدائق الصينية إلى الحدائق الإمبراطورية التي تتميز بالمساحات الكبيرة والحدائق الخاصة التي تتميز بالدقة والجمال. وتجمع هذه الحدائق الجمال الاصطناعي والجمال الطبيعي بالجبال والجداول الصغيرة والتضاريس العجيبة والأزهار والأعشاب والأفنية والجسور والأروقة واللوحات والتي تتوزع فيها بشكل رائع.

ويمكن تقسيم الحدائق الصينية من الناحية المعنوية إلى ثلاثة أنماط: الحدائق التي تجسد الأفكار الكونفوشوسية الداعية إلى الواقعية والمسئولية الاجتماعية العالية الدرجة والالتزام بالأخلاق والقيم الأساسية والاهتمام بالسياسة، والحدائق التي تجسد الأفكار الطاوية الداعية إلى العودة إلى الطبيعة والاسترخاء والتثقيف الذاتي، والحدائق التي تجسد أفكار أصحابها. وتمثل الأنماط الثلاثة المذكورة كل على حدة حديقة يوان مينغ يوان الإمبراطورية المشهورة في بكين ومعبد قوه تشانغ الطاوي على جبل تشينغ تشنغ بمقاطعة سيتشوان والحدائق الخاصة بوجهاء المجتمع ومثقفيه.

وتتمثل الفوارق بين الحدائق الصينية والغربية في أن الحدائق الغربية تهتم بقوانين الجبر والرياضيات وتكثر فيها المباني بينما تهتم الحدائق الصينية بالمناظر الطبيعية ومفاهيم الجمال والانسجام بين الإنسان والطبيعة.

مجموعة الحدائق بسوتشيو

تظهر مجموعة الحدائق بسوتشيو والتي أدرجت في قائمة التراث الثقافي العالمي في عام 1997 تظهر بشكل واضح الخصائص الفنية للحدائق الصينية. بدأ بناء مجموعة الحدائق قبل أكثر من 2000 سنة، وبقيت منها الآن حوالي 10 حدائق. ومعظم هذه الحدائق صغيرة المساحة وتتزين بالجبال الاصطناعية والأشجار والجواسق والمقصورات والبرك والجسور. ومن أشهر هذه الحدائق حديقة تسانغ لانغ وحديقة الأسد وحديقة تشوه تشنغ وحديقة ليو يوان.

الصورة: ركن من مجموعة الحدائق بسوتشيو

حديقة يوان مينغ يوان

تعتبر حديقة يوان مينغ يوان أشهر الحدائق الإمبراطورية الصينية ويطلق عليها لقب "حديقة الحدائق". جمعت الحديقة مختلف فنون بناء الحدائق في كل أنحاء الصين واستفادت من بعض الأنماط المعمارية الغربية. ولم تكن حديقة يوان مينغ يوان أجمل استراحة امبراطورية في الصين فحسب، بل ذاع صيتها في أوروبا أيضا، ولها تأثيرات أكيدة على تطور الحدائق الطبيعية الأوروبية في القرن الثامن عشر. ومن المؤسف أن حديقة يوان مينغ يوان أحرقت ودمرت في عام 1860 من قبل قوات التحالف البريطانية والفرنسية الغازية.

القبور والأضرحة

تعد القبور والأضرحة جزءا هاما من المباني الصينية القديمة. وكان الصينيون القدامى يعتقدون أن روح الإنسان تبقى بعد موته، فاهتموا بالجنازة والدفن ولم يبخلوا بالأموال في بناء القبور والأضرحة خاصة الملوك والأباطرة. وفي تاريخ تطوره، استفاد فن بناء القبور والأضرحة من فنون الرسم والخط والنحت، وأصبحت هذه الأماكن مجمعا للعديد من الفنون.

وتعتبر القبور والأضرحة من أضخم مجموعات المباني الصينية القديمة، واستغلت معظمها التضاريس وشيدت جنبا إلى جنب مع الجبال. وفي معظم الأحوال يكون الضريح محاطا بسور، وله باب رئيسي في كل من الجهات الأربع وبرج في كل من زواياه العليا الأربعة، أمامه طريق مبلط، وداخله تزرع أشجار الصنوبر والسروة.

ضريح الإمبراطور الأول

يعد ضريح الإمبراطور الأول الواقع على السفح الشمالي لجبل لي القريب من مدينة شيآن حاضرة مقاطعة شانسي أشهر الأضرحة والقبور الصينية. شيد الضريح قبل حوالي 2000 سنة. وأطلق على تماثيل الجنود التي اكتشفت في هذا الضريح اسم "الأعجوبة العالمية الثامنة"، وأدرجت في قائمة التراث الثقافي العالمي عام 1987 بفضل هيبتها ودقة وجودة نحتها وصنعها. وأشادت بها لجنة التراث العالمية قائلة: إن تماثيل الجنود المحيطة بغرفة دفن الإمبراطور الأول متنوعة الوضعية، وتعتبر تماثيل الجنود هذه والخيول والعربات الحربية والأسلحة إبداعا رائعا للواقعية، كما تتحلى بدرجة عالية من القيم التاريخية.

الصورة: تماثيل الجنود في ضريح الإمبراطور الأول

وهناك الكثير من الأضرحة الإمبراطورية قرب مدينة شيآن. فإلى جانب ضريح الإمبراطور الأول، هناك أضرحة وقبور ل11 إمبراطورا من أسرة هان الغربية الملكية و18 إمبراطورا لأسرة تانغ الملكية. ويعتبر ضريح ماو للإمبراطور ليو تشاه أكبر أضرحة إباطرة أسرة هان الغربية الملكية وأغناها من حيث عدد النوادر المدفونة فيه.

وإن ضريح جاو للإمراطور لي شي مين من أسرة تانغ الملكية كبيرة أيضا، وبداخله قبور ل17 من الكبار المسئولين والنبلاء، وتكثر في الضريح أثار ثمينة أشهرها لوحة النحت "الخيول القوية الستة".

الأضرحة الإمبراطورية لأسرتي مينغ وتشينغ

هناك ثلاثة عشر ضريحا في منطقة تشانغ بينغ ببكين تعود لثلاثة عشر إمبراطورا من أسرة مينغ تولوا السلطة بعد نقل العاصمة إلى بكين، وتشغل مساحة 40 كيلومترا مربعا. وتعد الأضرحة الثلاثة عشر الأفضل حفظا بين مجموعات الأضرحة الموجودة حاليا في الصين. وبعد التنقيب الذي أجري في ضريح دينغ للإمبراطور تشو يوه جون أن القناطر الحجرية فيها محصنة حيث لم تنهدم أية منها وأن نظام الصرف الصحي جيد حيث عثر على قليل جدا من المياه المتراكمة، الأمر الذي أظهر بوضوح التقنيات العالية للصينيين القدامى في البناء تحت الأرض.

وتعد المجموعة الشرقية لأضرحة أسرة تشينغ الملكية أكبر مجموعات الأضرحة الإمبراطورية الموجودة حاليا في الصين وأكملها من حيث نظام البناء. وتشغل المجموعة مساحة 78 كيلومترا مربعا ودفن فيها 5 أباطرة و18 زوجة للأباطرة وحوالي 100 محظية لهم. وتتميز جميع المباني الرئيسية للمجموعة بالجمال والدقة والأناقة.

المباني السكنية

تعد المباني السكنية أهم أنواع المباني وأقدمها وأوسعها انتشارا وأكثرها عددا. وتتميز المباني السكنية الصينية بأشكالها المختلفة باختلاف الظروف الطبيعية والطوبوغرافية من منطقة لأخرى.

الدار المربعة في بكين

تهتم معظم المباني السكنية لأبناء قومية هان -القومية الرئيسية في الصين- بالانتظام والترتيب، وتعد الدار المربعة المنتشرة في بكين نموذجا لهذه المباني. تتوزع الغرف السكنية في الدار المربعة بالتماثل على خط محوري شمالي جنوبي، ويحظي المسكن الواقع في الجزء الشمالي من الخط المحوري بنوع من التكريم في النظام الأسري باعتباره مكانا لاقامة المراسم الأسرية واستقبال الضيوف المهمين، وتتصل الغرف السكنية ببعضها البعض في الدار المربعة عبر رواق ملتو، ويتوسط الدار فناء واسع تزرع فيه الأشجار والأزهار. وتنتشر المباني السكنية مثل الدار المربعة في شمال وشمال شرقي البلاد.

الدار المستطيلة ومجموعة العمارات

وتنتشر الدور المستطيلة في معظم المناطق الجنوبية وهي عبارة عن دار تحيط بها مبان سكنية ذات أكثر من طابق ويتوسطها فناء مستطيل صغير.

أما مجموعة العمارات فهي المسكن التقليدي لأبناء هاكا (من قومية هان الرئيسية ويتكلمون لهجة هاكا) في جنوب مقاطعة فوجيان وشمال مقاطعة قوانغدونغ وشمال منطقة قوانغشي. وتتوسط المجموعة صالة ذات طابق واحد فقط وتحاط تقريبا بعمارات ذات أربعة وخمسة طوابق. ويتحلى هذا النوع من المباني السكنية بقدرة قوية على الدفاع. وتعتبر مجموعة العمارات لأنباء هاكا في محافظة يونغدينغ بمقاطعة فوجيان نموذجا لهذا النوع من المباني السكنية. وتوجد في محافظة يونغدينغ حوالي 8000 مجموعة عمارات مربعة الشكل أو مستديرة أو ثمانية الأطراف أو بيضاوية.

المباني السكنية لأبناء الأقليات القومية

تختلف المباني السكنية من قومية إلى أخرى. ويتميز المبنى السكني لأبناء قومية الويغور المسلمة في منطقة شينجيانغ شمال غربي البلاد بالسقف المسطح والجدران من الطين، وذي طابق واحد أو ثلاثة طوابق، ومحاط خارجيا بسور. ويسمى المبنى السكني لأبناء قومية التبت "المسكن القلعة" فهو يتميز بالجدران الخارجية الحجرية والهيكل الداخلي الخشبي مع السقف المسطح. ويسكن معظم أبناء قومية منغوليا في الخيم المنغولية المتحركة. ويختار أبناء الأقليات القومية في جنوب غربي البلاد عادة سفوح الجبال القريبة من المياه أمكنة لبناء مساكنهم التي هي عبارة عن عمارة مسيجة ذات طابقين أو ثلاثة طوابق، ومن أشهر هذه العمارات العمارة المصنوعة من البامبو لأبناء قومية داي والعمارة القائمة على الأعمدة لقوميتي مياو وتو. وتشيد العمارة القائمة على الأعمدة في معظم الأحوال على منحدر وتقوم على الأعمدة بدلا من القواعد، وتتكون من طابقين أو ثلاثة طوابق.

الكهوف السكنية

تنتشر الكهوف السكنية في مناطق المجريين الأعلى والأوسط للنهر الأصفر شمال البلاد، حيث يشيد السكان مساكنهم بالحفر في الجروف الترابية الطبيعية وربط الحفر مع البعض وتبليطها. وتتميز الكهوف السكنية بأنها ضد الحرائق والضجيج ودافئة في الشتاء وباردة في الصيف وغير مكلفة، فهي مبان تتفق بشكل رائع مع الظروف الواقعية المحلية.

المباني السكنية القديمة

تذكر المباني السكنية القديمة هنا لأنها موجودة في بعض المدن القديمة التي ما زالت محفوظة بشكل جيد حتى الآن، ومن أشهر هذه المدن القديمة في الصين مدينة بينغياو القديمة في مقاطعة شانغشي ومدينة ليجيانغ القديمة في مقاطعة يوننان واللتان أدرجتا في قائمة التراث الثقافي العالمي عام 1998.

كانت مدينة بينغياو القديمة حاضرة بلدة في أسرتي مينغ وتشينغ، ولكنها محفوظة بشكل جيد جدا. وحتى الآن، ما زالت أسوار المدينة وشوارعها والمباني السكنية والمحال التجارية والمعابد فيها على ما كانت عليه أساسا. ولذا، تعتبر مدينة بينغياو القديمة مرجعا هاما لدارسة تاريخ التطورات الصينية في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والعسكرية والمعمارية والفنية.

تعتبر مدينة ليجيانغ القديمة التي يرجع تاريخها إلى عهد أسرة سونغ الجنوبية المدينة الوحيدة التي تجمع بين الفنون المعمارية التقليدية لقومية ناشي والفنون المعمارية الخارجية. وخلافا مع المدن في المناطق غير النائية، لا توجد في المدينة شبكة كاملة للطرق وليست محاطة بسور عال. ويشكل نهر خيلونغ وروافده الكثيرة شبكة مائية، ويسمع خرير المياه وترى أشجار الصفصاف المتدلي على ضفاف الجداول في كل أنحاء المدينة.

الصورة: مدينة ليجيانغ القديمة


1 2 3 4 5