CRI Online
الباب العشرون: المتحف على شبكة الانترنت

آثار تاريخية

طريق الحرير القديم فى الصين

قبل اكثر من الفى سنة فتحت الصين طريق الحرير التجارى المشهور فى العالم والذى كان يعتبر جسرا يربط بين الصين ودول اوربا وآسيا وافريقيا مما قدم اسهاما هاما فى التبادلات المادية والحضارية بين الشرق والغرب.

ان طريق الحرير ممر كانت الصين تمر به فى تبادلها التجارى البرى مع جنوب آسيا وغرب آسيا واوربا وشمال افريقيا ويسمى بطريق الحرير بسبب نقل حجم كبير من الحرير والمنسوجات الحريرية الصينية الى الغرب عبر هذا الطريق. واكتشف علماء الاثار ان طريق الحرير تشكل اساسا فى اسرة هان الصينية فى القرن الاول قبل الميلاد وحينئذ اتجه طريق الحرير الجنوبى الى افغانستان واوزبكستان وايران غربا حتى مدينة الاسكندرية المصرية والطريق الاخر مر بباكستان وكابول الافغانية حتى رأس الخليج ويمكن الوصول منه الى ايران وروما عن طريق البحر.

وفى الفترة ما بين القرن الثانى قبل الميلاد والقرن الثانى الميلادى كان على طول طريق الحرير اربع دول امبراطورية كبرى وهى روما فى اوربا وبارثيا فى غرب آسيا ( ايران القديمة ذات النظام العبودى) و كوشان فى آسيا الوسطى ( الدولة تسيطر على آسيا الوسطى و شمال الهند) واسرة هان الصينية فى شرق آسيا. وان تشكيل طريق الحرير جعل هذه الحضارات العريقة تتبادل وتتاثر بعضها بالبعض وبعد ذلك تتطور اية حضارة بصورة منعزلة.

تكثفت الاتصالات بين الشرق والغرب عبر طريق الحرير المكون من شبكة طرق معقدة. وتقول سجلات تاريخية صينية ان الجوز و الخيار والفلفل الاسود جلبت من الغرب. وفى فترة اسرة تانغ ما بين القرن السابع والقرن التاسع الميلادى ازدهر طريق الحرير اكثر حيث جلبت الى الصين الطيور و الحيوانات النادرة والمجوهرات والتوابل والاوانى الزجاجية والعملات الذهبية والفضية من الغرب والموسيقى والرقص والاطعمة والازياء وزخارفها من غرب آسيا وآسيا الوسطى وفى نفس الوقت صدرت المحصولات والمنتجات والتكنولوجيا الصينية مثل الحرير وصناعة الورق و فن الطباعة والاوانى المطلية باللك والاوانى الخزفية والديناميت والبوصلة الى الخارج عبر طريق الحرير مما قدم مساهمة هامة للحضارة العالمية.

بينما تطورت التجارة الصينية نشط التبادل الثقافى عبر طريق الحرير ودخلت البوذية كاحدى الاديان الثلاثة الكبرى فى العالم الى الصين فى اواخر اسرة هان الغربية (عام 206 –عام 220 ق م) وان مسار دخول البوذية من الهند الى الصين سجل فى رسوم حائطية تبلغ مساحتها حوالى عشرة الاف متر مربع وما زالت موجودة فى معبد الكهف الحجرى الذى بنى فى القرن الثالث الميلادى بقيزر فى شينجيانغ.وعبر طريق الحرير دخلت البوذية من الهند الى قيزر بشينجيانغ ودون هوانغ بقانسو ثم الى المناطق الداخلية بالصين وان الكهوف الحجرية البوذية المتبقية عبر طريق الحرير مثل كهوف موقاو بدون هوانغ وكهوف لونغ مين الحجرية بلويانغ تتميز باساليب الفنون الشرقية والغربية دلالة على التبادل الثقافى بين الصين و الغرب عبر طريق الحرير وتعتبر كلها من التراث الثقافى العالمى.

ومع تغير الخارطة السياسية والاقتصادية فى اوربا وآسيا بعد القرن التاسع الميلادى وخاصة تقدم تكنولوجيا الملاحة برز دور النقل البحرى فى التبادل التجارى اضمحل دور طريق الحرير البرى التقليدى هذا و فى القرن العاشر قلما اعتبر طريق الحرير هذا طريقا تجاريا.

وخلال السنوات الاخيرة بدأت منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للامم المتحدة اليونيسكو تنفذ برنامج بحوث جديدة لطريق الحرير وتسمى طريق الحرير طريق الحوار لدفع الحوار و التبادل بين الشرق والغرب.

 

كهوف ماى جى شان الحجرية وكهوف لونغ مين الحجرية بلويانغ

تقع كهوف ماى جى شان فى جبال على بعد 45 كيلومترا جنوب شرقى تيان شوى بقانسو شمال غربى الصين وعلوها يبلغ اكثر من 150 مترا وحسب السجلات التاريخية بدأ حفرها فى اواخر اسرة تشين (حوالى القرن الثالث ق م) ومن ثم تم حفر التماثيل البوذية على منحدرات ارتفاعها يبلغ ما بين 30 مترا و70 مترا.

(كهوف ما جي شان الحجرية)

وتوجد فى كهوف ماى جى شان الحجرية 194 تمثالا بوذيا طينيا ونحو 7000 تمثال حجرى منقوش و1300 متر مربع من الرسوم الجدارية فى اسر وى الشمالية ( عام 386 –عام 534 م) ووى الغربية ( عام535 –عام 556 م) وتشو الشمالية (عام 557 –عام581 م) وسوى (عام 581 –عام 618 م) وتانغ ( عام 618 –عام 907 م) والاسر الخمس (عام 907 – عام960 م) وسونغ (عام 960 –عام 1279 م) ويوان (عام 1206 –عام1368 م) ومينغ (عام 1368 –عام 1644 م) وتشينغ (عام 1616 –عام 1911 م) وخاصة عدة الاف من التماثيل الناطقة بالحيوية مثل الانسان الحقيقى ومنهم البوذا النبيل وتوابعه والبوديساتفات وبعضهم يتلون الكتب المقدسة والبعض الاخر يتهامسون ويضحكون بملء شدوقهم ويلوحون بايديهم تحية للجميع ويوجد تمثال لاميتابها يبلغ طوله 16 مترا وتمثال منقوش طوله حوالى 10 سنتمترات وكل التماثيل نابضة بالحياة والانسانية مما قدم دلائل هامة لبحوث تاريخ البوذية وعلوم التاريخ و الاثار والتراث . ولا تزال توجد كهوف ماى جى شان مختبئة فى منطقة الجبال السحيقة لحمايتها من ال التدمير بواسطة نيران الحروب والنبش غير الشرعى.

كهوف لونغ مين الحجرية تقع فى ضفتى نهر يى خه على بعد 13 كيلومترا جنوب مدينة لو يانغ بمقاطعة خنان حيث ظلت منتجعا للشعراء والزوار حيث المناظر خلابة والمعابد مترابطة وافتتحت هذه الكهوف فى حوالى عام493 م وبعد مرور حوالى 400 سنة من بنائها تم بناء اكثر من 2300 كهف وحوالى 100000 تمثال واكثر من 3600 نصبة ومخطوطة و40 برجا بوذيا وعلى جدران الكهوف رسوم تصور ان الحوريات يحلقن بين السحب بخفة ويرقصن بروعة حاملا ت الفواكه ويعزفن ويغنين بحماسة مما يعجب كل زائر.

وان هذه الاعمال الفنية الرائعة التى ابدعها عباقرة الفنون القدماء اصبحت معلومات هامة لبحوث تاريخ الفنون الصينية. وان كهف قويانغ من كهوف لونغ مين بنى فى حوالى عام 494 الميلادى باعتباره اقدم كهف من كهوف لونغ مين تنتصب فيه تماثيل بوذية رائعة ذات رسوم متنوعة وتماثيل بشرية ناطقة بالحيوية وتعتبر معلومات ثمينة لبحوث فنون الكهوف الحجرية فى اسرة وى الشمالية ( عام386 –عام 534 م) اما كهف بين يانغ فبدأ بناؤه فى عام 500 الميلادى واكتمل بناؤه فى عام 523 الميلادى حيث ينتصب تمثال لساكيامونى وتماثيل لتوابعه وبوديساتفات ووجوههم نحيفة وثنايا ازيائهم منتظمة وكثيفة مما جسد المزايا الفنية لنقش التماثيل فى اسرة وى الشمالية.

مقبرة امير اسمه يى فى مملكة تسنغ من عصر الممالك المتحاربة ومجموعة من الاجراس الموسيقية

فى فبراير عام 1978 اكتشفت فى موقع انشاء بلاى قو دون فى ضاحية سوى تشو بمقاطعة هوباى مقبرة قديمة طولها21 مترا وعرضها 16 مترا وبعد فتح المقبرة وجدت 47 لوحة حجرية كبيرة فوق تابوت وبعد نقل هذه اللوحات باستخدام رفاع ضخم اكتشفت مياه عكرة عمقها حوالى ثلاثة امتار وطافت اخشاب التابوت الممزقة فوق المياه وبعد تصريف هذه المياه العكرة ونقل اخشاب التابوت هذه برزت مكتشفات اثرية تجاوز عددها 15000 قطعة تنقسم الى ثمانية انواع وتضم الاوانى البرونزية المعدة لاقامة المراسم والالات الموسيقية والمعدات العسكرية والمعدات المرافقة للعربات والخيول والاوانى الذهبية واليشمية والمطلية باللك والاوانى الخيزرانية وان كل هذه الاوانى غريبة التشكيل و ناطقة بالحيوية وجميلة الخطوط وبالغة الاناقة.

وبعد البحوث العلمية اكد علماء الاثار على ان هذه المقبرة لامير اسمه يى فى مملكة تسنغ من عصر الممالك المتحاربة ودفن هذا الامير فى حوالى عام400 قبل الميلادى.

من هذه المكتشفات الاثرية 65 قطعة من مجموعة الاجراس الموسيقية لفتت انظار الناس اكثر.

وان هذه المجموعة من الاجراس الموسيقية تعتبر حتى الان اضخم مجموعة من الالات الموسيقية القديمة من حيث فنون السباكة البرونزية واكتمال الالات الموسيقية.واكبر جرس منها طوله 153.4 سنتمترا واصغرها 20.4 سنتمترا واجمالى وزن هذه المجموعة اكثر من 2500 كيلوغرام وتعلق هذه المجموعة على رف اجراس من ثلاثة طوابق برونزية وخشبية ونقشت على كل جرس مخطوطات قديمة مكونة من 2800 مقطع صينى وبعد الاختبار يصدر كل جرس بعد قرعه صوتين متناغمين كاملين .

ويمكن لهذه المجموعة عزف انغام متنوعة حاليا وفى السجلات التاريخية كان حكام الاسر القديمة الصينية يهتمون بالموسيقى باعتبار الموسيقى الرائعة رمزا للازدهار.

وبعد انجاز اكتشاف هذه المقبرة أسست الحكومة المحلية معرضا خاصا لحفظ المكتشفات الاثرية من هذه المقبرة. واعادت بناء موقع مقبرة الامير يى كما اقامت معرض مجموعة الاجراس الموسيقية وكونت فرقة موسيقى لعزف انغام بواسطة مجموعة الاجراس الموسيقية مما جعل الناس يتمتعون بالموسيقى القديمة.

 

اطلال يان والكتابة على دروع السلاحف

الصين غنية بالتراث المغمور تحت الارض لان حضارتها امتدت عدة الاف سنة.ومنذ دخول علم الاثار المعاصر فى القرن العشرين من الغرب الى الصين ظهرت الاكتشافات الاثرية الكبيرة فى الصين.

وفى مدينة ان يانغ بمقاطعة خنان وسط الصين اطلال حاضرة يان المشهورة التى تبلغ مساحتها حوالى 24 كيلومترا مربعا وحسب سجلات تاريخية نقل ملك اسرة شانغ بان قينغ حاضرة الاسرة الى هناك من تشيو فو بمقاطعة شاندونغ فى القرن الرابع عشر قبل الميلاد. وخلال ثلاثمائة سنة تقريبا بعد ذلك ظلت مركزا للسياسة و الثقافة والاقتصاد خلال اسرة شانغ ودحر ملك تشو وو فى عام 1046 قبل الميلاد ملك تساو آخر ملك من اسرة شانغ ( القرن 16 –القرن 11 ق م) وسقطت اسرة شانغ مما جعل هذه الحاضر ة اطلالا تسمى اطلال حاضرة يان لان اسرة شانغ تسمى ايضا باسرة يان.

وان اكتشاف اطلال يان يعتبر اهم اكتشاف اثرى بالصين فى القرن العشرين ومنذ اكتشافها لاول مرة عام 1928 اكتشف كثير من التحف بما فيها كتابة على دروع السلاحف والاوانى البرونزية. وان اكتشاف كتابة على دروع السلاحف يعد حدثا كبيرا فى تاريخ الاثار العالمى.

وفى اسرة شانغ ظل الملوك يؤمنون بنتائج العرافة والتنجيم قبل ممارسة اى امر اما دروع السلاحف وعظام الحيوانات فاستخدمت كادوات للعرافة. وقبل العرافة تم اولا ازالة الدم واللحم من عظام الحيوانات ثم تسطيحها بمنشار ومسحل وتقعير وجهها المعكوس ووجوه دروع السلاحف الداخلية بسكين بصورة منتظمة وينقش العراف اسمه وموعد العرافة واسئلة على عظام الحيوانات ودروع السلاحف ثم يشعل النار فى تلك القعور فتتشقق القعور ويحلل العراف اتجاهات القعور ويتوصل الى نتيجة العرافة ونقشها على عظام الحيوانات ودروع السلاحف.وبعد تحقق ما تنبأت به العرافة وتحفظ هذه الكتابة المنقوشة على عظام الحيوانات ودروع السلاحف كارشيف رسمى.

واكتشف فى اطلال يان حوالى مائة وستين الف قطعة من دروع السلاحف وعظام الحيوانات يتجاوز اجمالى المقاطع المكتوبة عليها 4000 مقطع ومنها اكثر من الف مقطع اجمع العلماء على معرفتها مما مكن الناس من معرفة احوال اسرة شانغ فى مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة بصورة عامة.

وخلال سبعين سنة تقريبا اكتشف علماء الاثار اكثر من خمسين مجموعة من القصور والمعابد واثنتى عشرة مقبرة للملوك والاف من مقابر الارستقراطيين والمدنيين والف حفرة لتقديم القرابين وخمسة مواقع لورشات الاشغال اليدوية واكثر من ثلاثين حفرة بها تماثيل عربات وخيول ومجموعات من الاوانى البرونزية واليشمية و الفخارية والعظمية مما عرض امام الزوار صورة كاملة عن المجتمع القديم بالصين.

وان مؤلف " اسرار الكتابة على دروع السلاحف" بقلم ليو أ والذى طبع فى عام 1913 يعتبر اقدم مؤلف لبحث الكتابة على دروع السلاحف اما مؤلف " بحوث الكتابة على دروع السلاحف" بقلم المؤرخ والاديب المشهور قون مو رو والذى طبع فى عام 1929 فهو مؤلف هام آخر فى هذا المجال.

وان الاستاذ تشيو سى قوى بجامعة بكين والاستاذ لى سيوه تشين بمركز الدراسات التاريخية الصينى اصبحا حاليا مشهورين فى بحوث الكتابة على دروع السلاحف بالصين.

 

آثار مقابر ملوك مملكة شيا الغربية

ان أثار مقابر ملوك مملكة شيا الغربية فى منطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوى شمال غربى الصين هى ضمن مائة اكتشاف اثرى كبير فى القرن العشرين فى الصين وتشغل مكانة هامة فى تاريخ آثار الاقليات القومية الصينية.

وقبل عام770 م كانت اسرة سونغ لقومية هان بوسط الصين ومملكة لياو لقومية نيو زين شمال شرقى الصين ومملكة شيا الكبرى اى مملكة شيا الغربية لقومية دانغ سيانغ شمال غربى الصين كانت موجودة فى آن واحد.

وان مملكة شيا الغربية المستقلة لها لغة مكتوبة ومن المؤسف ان قوات جينكيزخان استولت على مملكة شيا الغربية عام 1227 م ومارست الفتك الدمار لاهالى دانغ سيانغ واحرقت سجلات المملكة تماما فان هذه المملكة لم تترك الا الغاز.

فى اوائل السبعينات من القرن العشرين اكتشفت اطلال مملكة شيا الغربية صدفة وخلال ثلاثين سنة منذ ذلك الوقت اجرى علماء الاثار الصينيون عدة مرات تحقيقات وحفريات ومسوحات اثريا لمقابر مملكة شيا الغربية فاطلعوا على توزيع و تشكيل المقابر.

بنيت هذه المقابر فى صحراء تبلغ مساحتها حوالى خمسين كيلومترا مربعا وتضم تسع مقابر للاباطرة واكثر من مائتين وخمسين مقبرة للارستقراطيين وتعتبر من اضخم واكمل مقابر الاباطرة وكل مقبرة من مقابر الاباطرة التسع عبارة عن مجموعة من المبانى الكاملة المستقلة على شكل مستطيل يتجه من الجنوب نحو الشمال وتتسم بالفخامة والضخامة .

وان المقبرة رقم 3 اكبر واكمل مقبرة حفظا من المقابر التسع واكد علماء الاثار على انها مقبرة الامبراطور الاول لمملكة شيا الغربية لى يوان هاو.

و ان ابراج مقابر الملوك فى مملكة شيا الغربية تسمى باهرامات الشرق وهى تقع فى شمال غربى المقابر وتقوم على هياكل ترابية على شكل مثمن واكبر قطر محيط برج يبلغ حوالى 34 مترا والبرج له خمسة طوابق او سبعة طوابق وان ابراج مقابر مملكة شيا الغربية لم يشهد مثلها فى المناطق الاخرى بالصين مما عكس عادات الجنازة الخاصة لاباطرة مملكة شيا الغربية.

وفى الثلاثين من ابريل عام 2000 اكتشف علماء الاثار فى شمال شرقى المقبرة رقم 3 تمثالا كاملا ذا وجه انسان وجسم طير.واكد علماء الاثار انه يمثل طيرا ناعم الصوت سجل فى الكتاب البوذى المقدس وهو يطير فى جبل الهيملايا ويغرد بصوت ناعم وهو طير فى جنة الخلد البوذية ولذلك يستخدم فى زخرفة المبانى البوذية . وتم اكتشاف مائة واربعين الف قطعة من الافريز ومائتى زخرفة معمارية فى مقابر اباطرة مملكة شيا الغربية ويرى علماء الاثار ان هذه المقابر اتسمت بمزايا مقابر الاباطرة القدماء لقومية هان كما تأثرت باساليب بناء المبانى البوذية كبيرا وهى دمجت ثقافة قومية هان وثقافة البوذية وثقافة قومية دانغ شيانغ بصورة منسجمة مما شكل اسلوب البناء المتميز فى المقابر الصينية واحتل مكانة هامة فى تاريخ المقابر الصينية فان الاثار الكثيرة فى اطلال مقابر اباطرة مملكة شيا الغربية عكست بكثافة خصائص تاريخ وثقافة مملكة شيا الغربية وعرضت امام الناس كنزا كبيرا من ثقافة مملكة شيا الغربية.

 

آثار معبد فا مين بمقاطعة شنشى

حسب سجلات الكتب المقدسة البوذية كان ملك الهند القديمة آشوكا قد دفن اجزاء من رفات ساكيامونى ( سريرا باللغة السنسكرتية) فى كل انحاء العالم تبشيرا بالبوذية اذ تم بناء اربعة وثمانين الف برج فى العالم لحفظ سريرا ومنها تسعة عشر برجا بالصين تضم معبد فا مين فى محافظة فو فينغ على بعد مائة وعشرين كيلومترا غرب مدينة سيان بمقاطعة شنشى الصينية.

و فى عام 1981 تصدع البرج البوذى ذو الطوابق الثلاثة عشر بمعبد فا مين بسبب نزول الامطار.

و فى ابريل عام 1987 اكتشف الاثريون الصينيون خلال اعادة بناء البرج البوذى بمعبد فا مين قصرا تحت اساس البرج طوله يبلغ 21.4 مترا ومساحته تبلغ 31.48 مترا مربعا وينقسم الى ستة اجزاء تشمل ممشى ومنصة ونفقا وحجرة امامية وحجرة وسطى وحجرة خلفية ويحتفظ القصر بكثير من التحف التى تعود الى اسرة تانغ ( عام 618 –عام 907 م) ومنها رفات من اصبع ساكيامونى وحوالى تسعمائة قطعة من الاوانى الذهبية و الفضية واليشمية واللؤلؤية والزجاجية والخزفية والازياء الحريرية والتى تعد لخروج ودخول سرير.

وخاصة يعتبر اكتشاف سريرا فى القصر اكتشافا اثريا هاما وحدثا كبيرا فى اوساط البوذية الصينية والاجنبية والتاريخ الثقافى العالمى.

وبالاضافة الى ذلك تسمى تحف المنسوجات الحريرية المكتشفة فى القصر تحت معبد فا مين كنزا من المنسوجات الحريرية فى اسرة تانغ مثلا فى الصندوق الخيزرانى ازياء حريرية رقيقة متراكمة من 780 طبقة برغم ان سمكها 23 سنتمترا.

و فى القصر تحت معبد فامين اكتشف ايضا مائة قطعة من الاوانى الذهبية والفضية و الزجاجية المتلالئة و ان 16 قطعة من الاوانى الخزفية الساحرة اللون المكتشفة جعلت باحثى الاوانى الخزفية الصينيين يتاثرون جدا لان هذه الاوانى الخزفية الساحرة اللون كان البلاط الملكى لاسرة تانغ يستخدمها خاصة وقد فقدت فنون صنع هذه الاوانى منذ زمان ولم توجد هذه الاوانى الحقيقية الا فى معبد فامين وحسب سجلات تاريخية فان هذه الاوانى الخزفية الساحرة اللون جيدة الطلاء ولامعة جدا.

وان معبد فامين بدأ بناؤه فى حوالى عام 499 م واصبح مشهورا جدا فى اسرة تانغ .وكانت حكومة اسرة تانغ تنفق كثيرا من القوى البشرية والمالية لتوسيع بناء معبد فامين حتى اصبح المعبد يشمل 24 دارا ويضم اكثر من خمسة الاف راهب وكان يعتبر اكبر معبد فى منطقة حاضرة اسرة تانغ .

ومنذ اكتشاف سريرا فى معبد فامين ظل المعبد عامرا بالمصلين حتى الان ومعبدا بوذيا مشهورا فى العالم.

ومن اجل حماية وعرض التحف الثمينة المكتشفة فى القصر تحت معبد فامين تأسس متحف محلى. وبالتعاون مع الخبراء الالمان قام الخبراء الصينيون بحماية المنسوجات الحريرية المكتشفة فى المعبد بواسطة التكنولوجيا العالية. وفى عام 2002 نقل سريرا من معبد فامين الى منطقة تايوان الصينية وقام نحو اربعة ملايين زائر بالحج اليه خلال شهر واكثر.

 

آثار سان سينغ دوى

تقع اطلال سان سينغ دوى داخل حدود مدينة قوانغ هان بمقاطعة سيتشوان وهى اطلال مملكة شو القديمة التى يرجع تاريخها الى ما بين خمسة الاف سنة وثلاثة الاف سنة.

وفى ربيع عام 1929 اكتشف فلاح صدفة قطعة يشمية جميلة عندما كان يعمل فى الحقول الزراعية مما ازاح ستارا عن حضارة سان سينغ دوى المدفونة تحت الارض لمدة ثلاثة الاف سنة وفى السبعينات من القرن الماضى اثارت حضارة سان سينغ دوى المكتشفة انظار الناس فى العالم.

وفى عام 1986 حفر الاثريون حفرتين كبيرتين لتقديم القرابين وتم اكتشاف اكثر من الف قطعة من التحف الثمينة الرائعة مما لفت انظار الناس فى العالم ومع ظهور اعداد من التحف النادرة والساحرة والرائعة تجمعت الغاز تاريخية.

اولا اكتشف كثير من الاقنعة البرونزية فى اطلال سان سينغ دوى وان كل قناع ذو حواجب كثيفة وعينين كبيرتين وانف عال وفم عريض ولا يوجد فيه ذقن ويبدو شبه مبتسم وشبه غاضب ولكل اذنيه ثقب وان صورة هذه الاقنعة تختلف كبيرا عن صورة المحليين المعاصرين ولكن ما هو الشىء الذى تمثله ؟ لم يستطع علماء الاثار فك اسرارها.

ثانيا اكتشف تمثال انسان برونزى طوله 170 سنتمترا ويشبه وجهه وجه القناع البرونزى ويرتدى جلبابا مفتوحا من الخلف وعارى القدمين وواقفا على قاعدة ويبدو ان يديه المختلف ارتفاعهما تقبضان شيئا ويعتبر اعلى تمثال برونزى موجود حاليا فى العالم. ويرى الخبراء ان هذا التمثال بمثل هذه الهيئة يمثل عرافا او الاها يظهر فى مراسم اداء القربان.

وبالاضافة الى ذلك تم اكتشاف عصا ذهبية وشجرة سحرية برونزية وعاج وطول العصا الذهبية يبلغ 1.42 مترا ونقش عليها زخارف جميلة وساحرة .اما الشجرة السحرية البرونزية فيبلغ طولها نحو اربعة امتار وذات ثلاث طبقات وتسعة اغصان ويقف طير فوق كل غصن وهو طير سحرى يمثل الشمس واكتشفت ايضا تماثيل طائرين وسمكتين ومنقوشة سهام على رأسى السمكتين وعنقى الطائرين وتمثال رأس انسان مبتسم.

ويرى الخبراء ان الاوانى البرونزية المكتشفة فى اطلال سان سينغ دوى تتميز بخصائص حضارة مملكة شو القديمة وكذلك خصائص حضارة آسيا الغربية وحضارات المناطق الاخرى وخاصة التماثيل البرونزية والعصا الذهبية متميزة بخصائص حضارة متقاربة جدا مع حضارة مايا وحضارة مصر القديمة وعلاوة على ذلك دلت سبعون قطعة من مواد العاج على ان مملكة شو القديمة كانت تقوم بالتبادل التجارى مع دول مجاورة حتى مناطق بعيدة ومن الارجح ان الاوانى البرونزية المكتشفة فى اطلال سان سينغ دوى متأثرة بحضارات آسيا الغربية و الشرق الادنى واوربا. فان تحف اطلال سان سينغ دوى ملات فراغا واسعا فى علم الاثار والفنون الجميلة وعلم التاريخ بالصين.

 

آثار مقبرة اجداد الامبراطور الاول لاسرة مينغ

من بين مقابر الاباطرة فى الصين كانت مقابر اباطرة اسرة مينغ( عام 1368 – عام 1644 ) اكثر اكتمالا ومنها مقبرة اجداد الامبراطور الاول لاسرة مينغ المسماة بالمقبرة الاولى لاسرة مينغ وبناها الامبراطور الاول لاسرة مينغ تشو يوان تشانغ لاجداده فى بلدة سى تشو القديمة داخل محافظة سيو يى شرق الصين بقرب الضفة الشرقية لبحيرة هونغ تسى – البحيرة العذبة الكبرى الرابعة بالصين.

وان تشو يوان تشانغ ( فترة حكمه عام1368 –عام 1398 ) امبراطور اسطورى فى تاريخ الصين وانحدر من اسرة فلاح فقير وبسبب فقره تعبد فى معبد راهبا لفترة ما ثم اشترك فى انتفاضة الفلاحين لمقاومة حكم اسرة يوان ( عام 1271 –عام 1368 ) واصبح زعيما لجيش انتفاضة الفلاحين من جندى عادى بفضل شجاعته فى القتال وحنكته فى تطبيق الحيل العسكرية . وفى عام 1368 صار تشو يوان تشانغ امبراطورا لاسرة مينغ ووحد الصين فى نهاية المطاف.

احياء لذكرى اجداده بنى الامبراطور تشو يوان تشانغ مقابر اجداده التى دفنت فيها ازياء وقبعات اجداده ودفنت فيه ايضا جثة جده. وتم بناؤها على مدى ثمانية وعشرين عاما وحسب السجلات التاريخية فان مقبرة اجداد الامبراطور الاول لاسرة مينغ محاطة بثلاثة حيطان وثلاثة جسور بها والاف من القصور والجواسق والمكاتب الضخمة.

وفى عام 1680 غرقت مقبرة اجداد الامبراطور فى قاع بحيرة هونغ تسة بسبب حدوث فيضان عارم وبذلك اصبحت مقبرة تحت المياه وحتى عام 1963 اصاب قحط شديد بحيرة هونغ تسى برزت هذه المقبرة وظهرت تماثيل حجرية كبيرة فوق المياه وتمثل هذه التماثيل المنحوتة تمثل الحيوان الوحيد القرن والاسد والحصان المسرج وسائس الخيل والوزراء و الجنرالات والخصيان وارتفاع كل منها يتجاوز ثلاثة امتار ووزنه عشرة اطنان. ويبقى الان ممر طوله مائة وخمسون مترا يمتد من الجنوب الى الشمال وعلى جانبيه تقف 42 تمثالا حجريا ضخما يبلغ كل منه عدة اطنان.

وفى عام 1993 وعام 2001 اصاب القحط بحيرة هونغ تسى وخاصة فى عام 2001 برزت حيطان خارجية للمقبرة فوق المياه طولها 1178 مترا ولكن هذه المقبرة لا تزال فى بركة مياه صغيرة ومن الغريب انه لا يمكن تصريف هذه المياه الا ان الخبراء يرون ان هذه المقبرة يمكن حفظها تماما لانها مغمورة تحت المياه لمدة طويلة ومعزولة عن الهواء.

هذا وكانت بلدة سى تشو مزدهرة جدا و لم يدمرها الفيضان العارم فى بحيرة هونغ تسى عام 1963 بل طمرت بالرمال والطين ولذلك يرى بعض الخبراء انه اذا ما برزت بلدة سى تشو من سطح المياه فستظهر ملامحها الاصلية بسهولة ويسمونها مدينة بومبيى الصينية لان مدينة بومبيى الايطالية المطمورة تحت الارض بسبب انفجار البركان اصبحت مشهورة بعد اكتشافها.

 

آثار مقبرة سياو لاسرة مينغ

ان مقبرة سياو لاسرة مينغ ( عام 1368 _عام 1644 ) مقبرة الامبراطور الاول لاسرة مينغ تشو يوان تشانغ من اكبر مقابر القديمة للاباطرة فى العالم.

كان تشو يوان تشانغ ( فترة حكمه عام 1368 –عام 1398 ) امبراطورا اسطوريا فى تاريخ الصين وانحدر من اسرة فلاح فقير وبسبب فقره تعبد فى معبد راهبا لفترة ما ثم اشترك فى انتفاضة الفلاحين لمقاومة حكم اسرة يوان ( عام 1271 –عام 1368 ) واصبح زعيما لجيش الانتفاضة الفلاحية من جندى عادى وبفضل شجاعته فى القتال وحنكته فى تطبيق الحيلة العسكرية و فى عام 1368 صار تشو يوان تشانغ امبراطورا لاسرة مينغ ووحد الصين فى نهاية المطاف.

وبدأ تشو يوان تشانغ خلال فترة حكمه فى بناء مقبرته واستمر بناؤها خمسة وعشرين عاما وحدد تشو يوان تشانغ عاصمة اسرة مينغ فى مدينة نانجين شرق الصين فان مقبرة سياو تقع فى ضاحية مدينة نانجين ولان ابنه تشو دى حدد مدينة بكين كعاصمة بدلا من مدينة نانجين فان مقابر الاباطرة الخمسة عشر الباقية لاسرة مينغ توجد فى بكين.

وحسب سجلات تاريخية فان طول محيط سور مقبرة سياو لاسرة مينغ 22.5 كيلومترا ويعادل ثلثى طول محيط سور حاضرة نانجين وبسبب اضرار الامطار والرياح والحروب التى استمرت ستمائة سنة دمرت كافة القصور ذات الهياكل الخشبية لكن يبدو ان المقبرة كانت ضخمة التوزيع من الاساس الحجرى المتبقى منها وان مقابر الاباطرة الاخرين لاسرة مينغ كانت تحتذى بها وتبدو كل منها اصغر حجما من مقبرة سياو.

وان ممر مقبرة سياو يبدأ من جوسق نصب مربع يضم نصبة مكتوبة بمخطوطات بها 2746 مقطعا صينيا بقلم ابن تشو يوان تشانغ واشادت بمآثر تشو يوان تشانغ .وتصطف اثنا عشر زوجا من التماثيل الحجرية لحيوانات مثل الاسد والجمل والفيل والخيل وسط الممر وتنتصب على جانبى الممر الشمالى اربعة ازواج من التماثيل الحجرية الضخمة للوزراء و الجنرالات باعتبارها تحفا حجرية منقوشة فى اسرة مينغ .

و ان اكثر شىء سحرا فى مقبرة سياو لاسرة مينغ هو ان الموقع المحدد للقصر الارضى لدفن الامبراطور تشو يوان تشانغ وزوجته لم يعرف بعد . وابتداء من عام 1997 قامت دوائر الاثار المحلية باكتشاف وتحليل لمنطقة حول القصر الارضى تبلغ مساحتها اكثر من عشرين الف متر مربع باستخدام المسح المغنطسى والتقليدى والاقمار الصناعية وحصلت على اكثر من عشرين الف معطية ونجحت فى تحديد موقع القصر الارضى بالضبط. واكد الخبراء المشرفون على عمل اكتشاف المقبرة على ان تشو يوان تشانغ دفن فى قصر تحت الارض عمقه عشرات الامتار عبر استخدام المسح المغنطسى الدقيق مما استبعد افتراض نبش او سرق القصر الارضى.

عبر هذا الاكتشاف وجد ان ممر مقبرة سياو لاسرة مينغ متعرج ومنحرف عن خط الوسط للقصر الارضى وان هذا الاسلوب المعماى أثر عميقا على الاساليب المعمارية لبناء مقابر الاباطرة الاخرين لاسرة مينغ كما اكتشف الاثريون ان ستين بالمائة على الاقل من سطوح الجبل لمقبرة سياو ليست طبيعية مثلا توجد كمية من الحصى الكبيرة الحجم فوق سقف القصر الارضى. وبعد البحوث العلمية اتضح ان هذه الحصى نقلها بناة المقبرة بايديهم من اماكن منخفضة الى سقف القصر الارضى الامر الذى يتفق مع مطلب الفنون الجميلة لبناء المقبرة ويتفادى جرف مياه الاطار لسطح المقبرة اوتعرضها للنبش ومن المدهش ان مهندسا كبيرا فى منجم فضة

اكتشف متحجرات الطحالب والمرجان فوق اثنين وعشرين تمثالا حجريا للحيوانات قبل نحو ثلاثمائة مليون سنة مما جعل التماثيل الحجرية المنقوشة على جانبى ممر مقبرة سياو لاسرة مينغ تتميز بقيم تارخية وفنية وعلمية ايضا.

 

آثار مقابر الاباطرة الثلاثة عشر لاسرة مينغ

حدد الامبراطور تشو يوان تشانغ لاسرة مينغ مدينة نانجين جنوب شرقى الصين كعاصمة لاسرة مينغ وحسب وصيته اعتلى حفيده عرش الامبراطور بعد وفاته ولاجل الاستيلاء على عرش الامبراطور شن تشودى ابن تشو يوان تشانغ الرابع حربا اهلية ثم اعتلى تشودى عرش الامبراطور بعد سقوط نانجين و لكن مصير حفيد تشو يوان تشانغ ظل مجهولا واصبح لغزا فى تاريخ اسرة مينغ وبعد اعتلاء تشودى عرش الامبراطور احس بان نانجين ليست مأمونة فنقل عاصمته من نانجين الى بكين.وخلال ولايته ارسل تشو دى مسئولين لاختيار مقبرته وفى نهاية المطاف اختار موقعا جميل المناظر وسهل الحماية فى ضاحية شمال غربى بكين وسماه بمقبرة تشانغ وابتداء من عام 1409 حتى سقوط اسرة مينغ عام 1644 دفن فيها ثلاثة عشر امبراطورا مما جعلها مقابر الاباطرة لاسرة مينغ وتسمى مقابر الاباطرة الثلاثة عشر لاسرة مينغ .

ومثل مقبرة سياو يوجد ممر طويل يعبر عن كرامة الامبراطور على خط وسط مقابر الاباطرة الثلاثة عشر وتنتصب لوحة حجرية عالية امام بوابة المقبرة الامامية يرجع تاريخها الى خمسمائة وخمسين سنة وان هذه اللوحة المنقوشة من الرخام الابيض الضخم محفوظة جيدا وحول المقابر حيطان طولها نحو اربعين كيلومترا وبها عشرة منافذ كان الجنود بها يحرسون منها المقابر وبقرب هذه المقابر مساكن لمسئولى ادارة المقابر والخصيان لاداء شؤون القربان ومساكن البستانيين لزراعة الفواكه والخضروات لتقديم القربان ومساكن الحراس لحماية المقابر.

واختلق الاباطرة كثيرا من الاساطير لاجل حفظ مقابرهم واغلقوها باحكام وان مقبرة دينغ تعتبر اكثر هذه المقابر غموضا وفى مايو عام 1956 بدأ الاثريون الصينيون اكتشاف القصر الارضى لمقبرة دينغ ويبلغ اجمالى مساحة القصر الارضى 1195 مترا مربعا ويتكون من خمس صالات حجرية و فى الصالة الوسطى ثلاث مقاعد ذات رخام ابيض وفى الصالة الخلفية وضعت ثلا ثة توابت اكبرها للامبراطور تشويى جون وتابوتان لزوجتيه وحولها ستة وعشرون صندوقا من الاحجار اليشمية والاوانى الخزفية الزرقاء ومع اكتشاف مقبرة دينغ ظهرت اكثر من ثلاثة الاف قطعة من التحف الثمينة منها المنسوجات والازياء والمصوغات المرصعة بالذهب وكذلك الاوانى الذهبية واليشمية والخزفية النادرة.

مقبرة لاسرة هان فى مان تشن واكفان يشمية بخيوط ذهبية

اكتشف الاثريون عام 1968 مقبرة لاسرة هان الغربية (عام 206 ق م – عام 8 م) فى محافظة ما تشن بمقاطعة خبى شمال الصين. وهى مقبرة لملك مملكة تشونغ شان ابان اسرة هان الغربية ليو شنغ وزوجته داو وان. وحسب سجلات تاريخية فان ليو شنغ اعتلى عرش ملك مملكة تشونغ شان فى عام 154 ق م. وولايته استمرت 42 سنة وهو اول ملك لمملكة تشونغ شان.

وتقع هذه المقبرة فى جبل وتتكون من حجرات النوم والراحة والوظائف الاخرى وصالة الموسيقى وتبدو كأنها قصر فخم فى كهف الجبل.

واكتشف فى هذه المقبرة كثير من الادوات الجنائزية التى تشمل الاوانى الفخارية والنحاسية والحديدية والذهبية والفضية واكثر شهرة منها اكفان يشمية بخيوط ذهبية للملك ليو شنغ وزوجته داو وان. وان طول هذه الاكفان يبلغ حوالى مترين وعدد شريحاتها اليشمية المستطيلة والمربعة والمثلثة والمتعددة الاطراف 2498 شريحة ووزن الخيوط الذهبية يصل الى نحو 1100 غرام.

تنقسم هذه الاكفان الى خمسة اجزاء اى رأس وجاكيت وبنطلون وقفاز وحذاء. وان هذه الاكفان محفوظة جيدا وان اكتشافها جعل الناس يعرفون سبل صنع ومكونات الاكفان اليشمية بخيوط ذهبية فى اسرة هان . وبالاضافة الى ذلك اكتشف فى هذه المقبرة ابر الوخز الطبية الذهبية والفضية والصحون النحاسية المنقوشة بمخطوطات الاطباء باعتبارها معلومات هامة لبحث فنون الوخز بالابرة وتاريخ الطب القديم فى الصين وان الساعة النحاسية المكتشفة فى هذه المقبرة اقدم ساعة نحاسية من نوعها اكتشفت حتى الان.وتتميز بقيمة مرجعية هامة لبحث تاريخ علم الفلك الصينى.وان سيف الملك ليو شنغ انضح بعد فحصه انه سبك بفنون المعالجة الكيماوية الدقيقة وهو يمثل انجازا بارزا حققته الصين فى فنون صهر الفولاذ القديمة.

وبفضل القيمة الكبيرة لهذه المقبرة ادرجتها الحكومة الصينية عام 1988 فى قائمة المواقع الاثرية المحمية الرئيسية فى البلاد.

 

مقابر خه تشانغ فى قويتشو لارتياد مملكة يه لانغ القديمة

فى سبتمبر عام 2001 اكتشف الاثريون فى قرية كه له بمحافظة خه تشانغ بمقاطعة قويتشو جنوب غربى الصين 108 مقابر تعود لفترة مملكة يه لانغ القديمة مما ازاح ستارا سحريا عن هذه المملكة القديمة واعتبر من احد الاكتشافات الاثرية الكبيرة العشرة فى عام 2001 بالصين.

وان مملكة يه لانغ القديمة بمثابة نظام حكم قوى للاقليات القومية فى منطقة جنوب غربى الصين وقد استمر مائتى سنة فى الفترة من القرن الثالث قبل الميلاد الى القرن الواحد الميلادى وحسب السجلات التاريخية فان مملكة يه لانغ كانت مزدهرة وتملك مائة الف جندى محنك وخلال محادثة اجراها ملك يه لانغ مع مبعوث خاص من اسرة هان الغربية سأل المبعوث هل اسرة هان كبيرة ؟ ام مملكة يه لانغ اكبر ؟ وحينئذ كانت اسرة هان تحكم معظم مناطق الصين اما مملكة يه لانغ فتقع فى منطقة جبلية نائية وان ملك يه لانغ لم يكن يعرف الفجوة الكبيرة بين مملكته واسرة هان ويدل ذلك على ان ملك به لانغ متكبر واصبح نموذجا للشخص المتكبر وانتشر كأضحوكة حتى الان. واصبح ذلك دليلا على وجود مملكة يه لانغ القديمة قبل الفى سنة.

وان مملكة يه لانغ تتمتع بثقافة يه لانغ الجذابة بعد اضمحلالها ظل تاريخها غامضا بسبب التغيرات الادارية فى المناطق وهجرة الاقليات القومية ونقص الوثائق والمعلومات فاصبح لغزا مثيرا للانتباه فى تاريخ الاقليات القومية بالصين.

و ان مقابر خه تشانغ تنتشر بكثافة فى قرية كه له ولكن كلها مقابر صغيرة اذ يقل طولها عن ثلاثة امتار وعرضها اكثر من متر وطرق الدفن غريبة لان القدر النحاسى يغطى رأس الميت او الصحن النحاسى يغطى قدمي الميت وان هذه الطريقة لم تشهد من ذى قبل فى مناطق الصين الاخرى ويرى الخبراء ان هذه العادات تعكس ان اهل يه لانغ يعبدون الروح والاوانى النحاسية مثل القدر والصحن اما الاسلحة البرونزية الغريبة الاشكال فلم تشهد فى مناطق الصين الاخرى. مما يدل على ان ثقافة يه لانغ لا فى مجال البرونز فريدة النوع و لا تزال قيد البحث.

 

مقابر ما وانغ دوى لاسرة هان فى تشانغ شا بمقاطعة هونان

فى عام 1971 عندما حفر العمال سردابا ارضيا فى منزل بما وانغ دوى فى مدينة تشانغ شا اكتشفوا مقبرة قديمة وجدوا فيها تابوتا وبعد فتحه دهشوا بوجود وجه جثة سيدة ناطق بالحيوية وشعرها اللامع وجلدها الرطب وعضلاتها المرنة ومفاصلها القابلة للتحرك وبعد تشريح جثتها وجد ان احشائها كاملة واكثر من مائة حبة شمام موجودة فى القناة الهضمية والمعدة والامعاء الدقيقة مما برهن على ان هذه السيدة قد ماتت عندما كانت تتناول حب الشمام فى فصل نضوج الشمام. وبعد البحوث الدقيقة تأكد ان هذه السيدة دفنت فى القرن الثانى قبل الميلادى وهى عقيلة لى تشانغ الوزير الاول فى مملكة تشانغ شا فى اوائل اسرة هان الغربية واسمها سين جوى.

وان اكتشاف جثة السيدة غير المتعفنة لالفى سنة اثار انظار العالم والخبراء والسياح والباحثين ومنتجى الافلام وجاء فى احصاءات معنية ان عدد السكان العابرين لمدينة تشانغ شا ازداد خمسين الف نسمة فى فترة قصيرة من اكتشاف جثة السيدة فى ما وانغ دوى.

وبعد سنتين من اكتشاف هذه المقبرة اكتشفت مقبرتان كبيرتان الاولى مقبرة الوزير الاول فى مملكة تشانغ شا لى تشانغ وهو زوج السيدة سين جوى اما المقبرة الثانية فهى لابنهما. وان هذه المقابر الثلاث تسمى مقابر ما وانغ دوى لاسرة هان فى تشانغ شا.

واكتشف فى هذه المقابر ايضا الازياء والاطعمة والعقاقير الطبية والاوانى المطلية باللك وادوات الموسيقى والاوانى الفخارية والرسوم والكتب الحريرية والمخطوطات المنقوشة على الشريحات الخيزرانية وان هذه التحف تتميز بالفنون وتطبيقها والقيمة العالية. واكتشف ايضا فى هذه المقابر اكثر من 1400 قطعة من المنسوجات تسمى كنز الحرير المدهش فى اسرة هان الغربية ( عام 206 ق م –عام 25 م) ومنها قطعتان من الازياء الحريرية وان طول كل منهما اكثر من متر ويمتد طول كمى القطعة نحو مترين ووزنها يبلغ 28 غراما فقط مما عكس تماما المستوى العالى لفنون النسج والغزل القديمة بالصين واكتشف فى هذه المقابر اقدم كتاب لعلم الفلك فى العالم بعنوان قراءة البخت لخمس نجوم واقدم كتاب طبى بالصين بعنوان وسائل جس النبضات. فان اكتشاف الجثة الكاملة الحفظ والكتب الحريرية والمخطوطات المنقوشة على الشريحات الخيزرانية يعتبر فريدا فى تاريخ الاثار الصينية وبذلك يسمى من اكبر الاستكشافات الاثرية فى الصين والعالم فى القرن العشرين.

كهوف مو قاو بدون هوانغ

تقع كهوف مو قاو فوق جبل مين شا بضاحية مدينة دون هوانغ التابعة لمقاطعة قانسو شمال غربى الصين وهى كنز فنون ضخم واكبر الكهوف نطاقا فى مجموعات الكهوف الحجرية الكبيرة الاربع بالصين.وتعكس جودة فنون النقش الحجرى لبضع عشرة اسرة ملكية تمتد نحو الف سنة واكبر اطلال بوذية نطاقا واكثرها حفظا فى العالم.

وبدأ تكوين كهوف مو قاو فى عام 366 وذات يوم ارتاد راهب اسمه له تشنغ دون هوانغ حيث رأى الضوء الذهبى فوق جبل مين شا كأن عشرات الاف بوذى يبرزون وسط الضوء الذهبى وخيل اليه ان هذا المكان مكان مقدس بالتأكيد. ودعا عاملين لفتح اول كهف للبوذا على جرف الجبل ومن ذلك الوقت فصاعدا ازداد عدد الكهوف بعد عملية البناء الطويلة المدى وحتى القرن السابع اصبحت كهوف مو قاو مكونة من الف كهف بوذى واكثر فتسمى كهوف الف بوذى. وان كهوف مو قاو تعتبر قصرا فنيا يجمع الابنية القديمة والرسوم الجدارية والتماثيل المنحوتة فى كيان واحد. وحتى الان توجد حوالى خمسمائة كهف ورسوم جدارية تبلغ مساحتها نحو خمسين الف متر مربع واكثر من الفى تمثال منحوث باشكال متنوعة وان الرسوم الجدارية فى كهوف مو قاو اكثر فخامة واذا اتصلت هذه الرسوم الجدارية فستصبح دهليزا بطول حوالى ثلاثين كيلومترا.

وفى عام 1900 وجد راهب طاوى اسمه وانغ وهو مدير كهوف مو قاو حينئذ كهفا سريا عندما نفض الرمال عنه وان هذا الكهف الذى يبلغ كل من طوله وعرضه ثلاثة امتار ويسمى كهف الكتب البوذية المقدسة اذ تكدست فيه حوالى خمسين الف قطعة من التحف النادرة مثل الكتب البوذية المقدسة والمنسوجات الحريرية والرسوم ورسوم البوذية الحريرية والنسخ الخطية.

وان تاريخ هذه التحف يرجع الى ما بين القرن الرابع والقرن الحادى عشر وتشمل محتوياتها كافة المجالات الاجتماعية مثل التاريخ والجغرافيا والسياسة والقوميات والشؤون العسكرية واللغات المكتوبة والاداب والفنون والاديان والطب والادوية والعلوم و التقنية فى الصين وآسيا الوسطى وجنوب آسيا واوروبا وتسمى بموسوعة العصور الوسطى القديمة.

وبعد اكتشاف هذا الكهف اخرج هذا الراهب بعض التحف لبيعها وبعد انتشار هذه التحف وسط الجماهير انتشر نبأ عن حفظ التحف فى كهوف مو قاو فتوارد الرواد من مختلف البلدان الى هناك وبسبب عجز حكومة اسرة تشينغ سرق الرواد من روسيا وبريطانيا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة من دون هوانغ نحو اربعين الف كتاب بوذى مقدس وكثيرا من الرسوم الجدارية والتماثيل المنحوتة خلال اقل من عشرين سنة مما احدث محنا باهظة الى كهوف مو قاو.

وان ثلثى تحف كهوف الكتب البوذية المقدسة تحفظ الان فى بريطانيا وفرنسا وروسيا والهند والمانيا والدانمارك والسويد وكوريا الجنوبية وفنلندا والولايات المتحدة.

ومع اكتشاف هذا الكهف بدأ بعض العلماء الصينيين بحوث الكتب والوثائق المكتشفة فى دون هوانغ .وفى عام 1910 تم طبع مجموعة اولى من مؤلفات بحوث دون هوانغ فتأسست علوم دون هوانغ المشهورة فى العالم .وخلال عشرات السنين استمر علماء مختلف البلدان فى العالم فى بحوث علوم دون هوانغ اما العلماء الصينيون فاحرزوا نتائج كبيرة فى بحوث علوم دون هوانغ.

ظلت الحكومة الصينية تهتم باعمال حماية كهوف مو قاو باعتبارها تحفة ثمينة للثقافة الصينية وفى عام 1950 ادرجت الحكومة الصينية كهوف مو قاو فى قائمة المجموعة الاولى من المواقع المحمية الرئيسية على مستوى البلاد. وفى عام 1987 ادرجت منظمة التربية والعلوم والثقافة للامم المتحدة ( اليونيسكو) كهوف مو قاو فى قائمة التراث الثقافى العالمى ويقام تحت جبل سان وى مقابل كهوف مو قاو مركز فنون دون هوانغ مقلدا لبعض الكهوف الاصلية مما يحمى تحف الكهوف ويوفر اغراض الزيارة للسياح. واشاد سياح اجانب بان كهوف مو قاو اعظم كنز لفنون البوذية الموجودة فى العالم.

اكتشاف العربات والخيول النحاسية فى مقبرة الامبراطور الاول لاسرة تشين ( عام 221 ق م –عام 206 ق م )

وفى عام 1980 اكتشف الاثريون الصينيون العربات والخيول النحاسية فى مقبرة الامبراطور الاول لاسرة تشين مما ادهش العالم مرة اخرى.

واكتشف الاثرى يانغ شيو ده هذه التحف لاول مرة وبارشاد الخبراء وبعد شهر من الحفر اكتشفت عربتان نحاسيتان وثمانية خيول نحاسية وسايسان نحاسيان فى عمق يبلغ 7.8 متر تحت الارض ثم نقلت هذه التحف بحذر الى متحف تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لاسرة تشين حيث جرت اعمال ترميمها المعقدة بدقة خلال سنتين تقريبا وان احجام هذه العربات والخيول النحاسية نصف احجام مثيلاتها الحقيقية وتتميز ببداعة التصميم وجمال الصنع ولا تزال فنون صنعها مطبقة حتى الان . 

كيف صنعت تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لاسرة تشين ؟

فى عام 1989 اكتشفت فرقة هان تشانغ ان التابعة لمركز بحوث الاثار التابعة لاكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية فى قرية ليو تشون باو بضاحية شى يان بمدينة سيان واحدا وعشرين قمينا فخاريا ضخما لصنع تماثيل الجنود والخيول فى اسرة هان الغربية اى قبل 2100 سنة كما اكتشفت الاف من التماثيل الفخارية وهذه القمائن الرسمية الخاصة بصنع تماثيل الجنود والخيول الجنائزية للاباطرة والحكومة كما وجد قمينان وفى كل قمين يوضع ما بين 350 و400 تمثال وهكذا يمكن ان يضع فى واحد وعشرين قمينا مرة واحدة ما بين 7350 و8400 تمثال وان هذا الاكتشاف فك اسرار صنع تماثيل الجنود والخيول وقبل وضع التماثيل فى القوالب نحتت وجوه التماثيل. وبعد حرقها فى القمين طليت بالطلاء الفخارى الابيض وفى القمين تتجه رؤؤس التماثيل نحو الاسفل اما اقدامها فتتجه نحو الاعلى تفاديا لسقوط التماثيل مما دل على ان العمال الصينيين قد استوعبوا مبدأ ثقل الوزن العلمى قبل اكثر من الفى سنة.وبالاضافة الى ذلك فرضت اسرة تشين نظام الفحص الدقيق ازاء عمال القمائن وطالبتهم بطبع او نقش اسمائهم فوق التماثيل لفحص عدد وجودة التماثيل مما ترك اسماء صناع الفنون للاجيال القديمة

كيف صنع اكبر قدر مثلث القوائم برونزى فى العالم

فى مارس عام 1939 اكتشف فى حقل زراعى شمال قرية وو قوان بان يان لمقاطعة خنان وسط الصين اكبر قدر مثلث القوائم برونزى فى العالم ووزنه يبلغ 875 كيلوغراما وارتفاعه 133 سنتمترا وطوله 110 سنتمترات وعرضه 78 سنتمترا وما هو الدور الذى يلعبه هذا القدر الكبير؟ وكيف صنع ؟ وبعد التأكد ان زو قنغ ملك اسرة شانغ استخدم هذا القدر للقربان احياء لذكرى امه بى وو وبعد التحليلات والبحوث الدقيقة من قبل الخبراء تاكد ان هذا القدر سبك بكامله بوسيلة السبك التقليدى وسبك السائل البرونزى الساخن فى قوالب فخارية قبل السبك ثم صهر السائل البرونزى فى فرن بجانب القوالب وسبك هذا السائل فى القوالب شيئا فشيئا بعد سبك جسم القدر وقع قالب اخر فوقه لسبك اذنى القدر حتى سبك القدر بكامله.


1 2 3