CRI Online

شي والسبيل المشترك المُضمّخ بالازدهار

cri       (GMT+08:00) 2014-06-11 10:16:19

مروان سوداح*

شهدت العاصمة الصينية بكين، يوم الخميس الماضي، الخامس من حزيران، تدشين الاجتماعات الإحتفالية بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للإجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني، وحضره شخصيات صينية وعربية رفيعة المستوى، في مقدمتها الرئيس الصيني شي جينبينغ.

في خطاب الرئيس "شي" في حفل تدشين الدورة السادسة، وكان قوياً وتميّز بالرشاقة وطافحاً بمشاعر إنسانية تفيض بالاخوّة نحو العرب، نلمس كيف ركّزعلى نقاطٍ مهمةٍ في مجرى العلاقات الصينية العربية، وقد أفرد عناوين رئيسية عديدة في هذا المجال، كان أهمها إيلائه عناية قصوى للروابط الإنسانية بين العالمين الصيني والعربي التي شهداها خلال ألوف السنين المنصرمة، ومنذ طريق الحرير البري والبحري، إضافة الى المشتركات الاقتصادية والتجارية ذات النفع المتبادل بين الطرفين الصيني والعربي.

وفي كلمة الأمين العام شي جينبينغ، يتبدى خطابٌ ناعمٌ نعومةَ العلاقات العربية الصينية منذ عهد بعيد، وهي علاقات قد أثمرت وأينعت بالكثير من المنافع على العالمين، وارتقت بأوضاع مواطنين عرب وصينيين، وقد ذكّر الرئيس الصيني ولأول مرة بمواطن أردني، هو مهند شلبي، غدا في الوقت نفسه مواطناً صينياً، وضع فور حضوره من الاردن الى الصين خطة تطوّرية، وظّف فيها الإمكانيات الصينية لجهة تعزيز أوضاعه الاقتصادية الشخصية بصورة لافتة ومُبدعة، فبرزَ في العالم الصيني، بعدما إقترن بفتاة صينية، ولمَعَ نجمه في "بلاد هان"، حتى غدا إقتصادياً يُشار إليه بالبنان، ورجل أعمال من الأبرز مكانةً في منطقة شينجيانغ الذاتية الحكم للمسلمين في غربي الصين.

لم يكن متوقعاً ان يتناول الرئيس شي جينبينغ حالة المواطن الاردني، كحالة مُميّزة ومتفرّدة، ويصفه بأنه نجح في نيل الازدهار وتحقيق الذات وعملية التزاوج "المثالي" بين الحُلمين العربي والصيني الذي هو "رمز" لمساعي "جميع أبناء الشعب الصيني إلى السعادة والرفاهية"، برغم وجود حالات اخرى مشابهة، لكن نستنتج ذلك من كلمة الأمين العام شي، أن حالة المواطن الاردني في الصين تبقى متميزة ومتفردة في صورتها وطبيعتها، لذا جاء الرئيس نفسه على ذكرها والاشادة بها أمام كبار المجتمعين العرب كافة، مما أنتج ردود أفعال مختلفة في اوساطهم، الأمر الذي أكد بأن الصين أرض الفُرص لمن يريد الفُرص، وأرض النجاح لمن يَهدف الى تحقيق النجاح.

ونلاحظ في تسلسل الخطاب الرئاسي الذي ألقاه الرئيس شي جينبينغ، أنه بدأ على ذكر وتعداد واستعراض الملتقيات التاريخية الصينية العربية، ولونها الإنساني الذي تميّزت به طِوال عمرها المديد، وتركيزه على مفاهيم "التقارب" و "المحبة" و "الصدق في التعامل" بين العرب والصينيين، وتأسيس هذه المفاهيم عبر التاريخ المشترك في الجهتين، وهو تاريخ وصفه الرئيس بـ"الطويل" وترافق بـ"التواصل" بين الأمتين الصينية والعربية، والى جانب ذلك، شدّد على ما يُسمّيه بـ"تاريخ الاندماج والاستفادة المتبادلة بين مختلف الحضارات"، مُشيراً الى "آلاف السنين الماضية"، التي توارثت خلال الأزمان العربية والصينية "روح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح والتكامل والاستفادة المتبادلة والمنفعة المتبادلة"، في مجرى طريق الحرير، وفي التيار الهادر للأجيال "جيلاً بعد جيل"، والذي أفضى الى دعم متبادلٍ ومباشرٍ صيني وعربي لبعضهما البعض في العصر الحديث، ومنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية، إذ إتّسم الدعم الصيني للعرب في صيانة الكرامة الوطنية والدفاع عن السيادة، ولإستكشاف الطُرق التنموية الخاص بهم وتحقيق النهضة الوطنية وفقاً لرغباتهم، وضمن ألوان الطرفين المُميِزة لهما بلا تدخل خارجي، وفي سبيل تحقيق مساعيهم لتعميق التواصل الثقافي وتحقيق الازدهار للثقافة الوطنية..

وفي الثقافة الوطنية، والشخصية الوطنية، يُشدّد الرئيس الصيني على لزوم ان تسير وفق النمط الذي يُريح كل طرف ضمن قواسم الملتقى الانساني وعلاقات الاخوّة والصداقة بينهما. فلكل طرف كامل الحق في طريق يَختاره لنفسه، وهي كلمات إنما تُشير الى نهج صيني يَرى ويؤمن بالإستقلالية للجميع وفق منظورهم الخاص، وفي الوقت نفسه تتضمخ بالانسانية والقومية الإنسانية، والدولة المتحضرة والمرتقية ثقافياً، والقادرة على بناء جسور المنفعة الموصولة مع الآخر في كل المناحي.

addiyar_elena@hotmail.com

*صحفي وكاتب ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي