CRI Online

فعاليات مثمرة لمنتدى التعاون العربي الصيني - بكين - الدورة السادسة

cri       (GMT+08:00) 2014-06-11 10:19:00

بقلم: رضا سالم الصامت

افتتحت الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي يوم الخميس 5 يونيو2014 في بكين بحضور رئيس الصيني شي جين بينغ والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء الخارجية العرب وغيرهم

وألقى الرئيس الصيني كلمة أمام الاجتماع حيث استعرض النتائج المثمرة والخبرات المفيدة التي حققها التعاون الصيني العربي خلال السنوات الأخيرة، وأوضح السياسات الصينية تجاه الدول العربية وطرح عدة اقتراحات حول تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، حيث أكد الرئيس الصيني على بناء طريق الحرير الحديث ودفع التنمية الصينية العربية المشتركة، بروح السلام والتعاون والانفتاح والتسامح وتبادل الدراسة والمنفعة المتبادلة والفوز المشترك التي يتحملها طريق الحرير تنشر جيلا بعد جيل منذ آلاف سنين وكتبت صفحة مهمة في تاريخ الحضارة وتبادل الدراسة. وتبادل الشعب الصيني والشعوب العربية التأييد والمساعدات والدراسة في حماية الكرامة القومية وسيادة الدولة والبحث عن الطريق التنموي وتحقيق الانتعاش القومي وتعميق التبادل البشري وقضية ازدهار الثقافة القومية، وتعتبر السنوات العشر المقبلة مرحلة مهمة للتنمية للجانبين الصيني والعربي، وإن المسؤولية والتحديات المتمثلة في تحقيق الانتعاش القومي تحتاج إلى توعية روح طريق الحرير ودفع تبادل الدراسة الحضارية واحترام اختيار الطريق والتمسك بالتعاون والفوز المشترك والدعوة إلى الحوار والسلام. وقد ترأس السيد المنجي حامدي، وزير الشؤون الخارجية، الوفد التونسي المشارك في الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني المنعقد يوم الخميس 5 يونيو 2014 بالعاصمة الصينية بكين والذي يصادف هذه السنة مرور عشرة سنوات على إنشائه. وقد شارك في هذه الجلسة وزير الخارجية الصيني وانغ يي على أن الصين صديق موثوق به للبلدان العربية، ومهما كانت التغيرات الاقليمية والعالمية، فإن عزم الصين لن يتغير بشأن المضي قدما في تطوير الصداقة مع الجانب العربي وسياستها لتعميق التعاون الاستراتيجي الصيني-العربي وهدفها للعمل مع العرب لحماية السلام والاستقرار على المستوى الإقليمي والدولي

من جانبهم، أشاد الضيوف العرب بتطور العلاقات الصينية العربية، مؤكدين ضرورة متابعة روح طريق الحرير القديم وبناء طريق التعاون ذي المنفعة المتبادلة والتنمية المشتركة بين الصين والدول العربية من خلال تطبيق مبادرة بناء "حزام طريق الحرير الاقتصادي" وطريق الحرير البحري التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ

ودعا الأمين العام لجامعة الدولة العربية ووزراء الخارجية العرب لتعزيز التعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياحية والأمنية إضافة إلى مكافحة الإرهاب، معربين عن ثقتهم بأن الاجتماع الوزاري السادس لمنتدى التعاون الصيني العربي سيحقق نتائج مثمرة مهمة في تلك المجالات لإرسال إشارة قوية بالتعاون الصيني العربي إلى العالم . وقد انعقدت الجلسة الافتتاحية للمنتدى في قصر الشعب الصيني مقر الرئاسة الصينية تحت إشراف الرئيس الصيني شي جينبينغ وبحضور رئيس مجلس الوزراء بدولة الكويت ممثل رئيس القمة العربية. وسبق هذه الجلسة لقاء جمع الرئيس الصيني بوزراء الشؤون الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة. ونقل السيد الوزير بهذه المناسبة رغبة تونس في الارتقاء بعلاقاتها مع الصين إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية.

وألقى وزير الشؤون الخارجية التونسي كلمة في الجلسة الأولى للاجتماع الوزاري أبرز خلالها حرص تونس على المساهمة الفاعلة في دعم العلاقات والشراكة العربية الصينية ولا سيما من خلال منتدى التعاون العربي الصيني منذ انطلاقه سنة 2004 ومختلف آلياته مذكرا باحتضان تونس للدورة السابقة للمنتدى سنة 2012. وأعرب السيد وزير الشؤون الخارجية عن ارتياح تونس لما تشهده العلاقات التونسية الصينية من حركية وتطور وما تحقق من خطوات هامة لتعزيز هذا التعاون

كما أعرب السيد المنجي حامدي في أن تشكل الخطة التنموية للعشرية القادمة 2014-2024 إطارا مناسبا للارتقاء بالتعاون بين الجانبين إلى مستويات إستراتيجية تعزيزا لدعائم الأمن والسلم الدوليين

ورحب في هذا السياق بمبادرة رئيس جمهورية الصين الشعبية الخاصة ب"الحزام لطريق الحرير" وطريق الحرير البحري في القرن 21 تفعيلا لطريق الحرير القديم الذي شكل عبر التاريخ رابطا حضاريا وثقافيا وعنصر تقارب بين الصين والدول العربية

وشدد السيد وزير الشؤون الخارجية على ضرورة استشراف أفاق مستقبلية للتعاون والشراكة العربية الصينية في مجال الاستثمار والتجارة والسياحة والنقل والطاقات المتجددة والبيئة والفلاحة والتكنولوجيا الحديثة وإقامة مشاريع مشتركة ذات منفعة متبادلة للجانبين. ودعا السيد وزير الشؤون الخارجية إلى تكثيف اللقاءات بين المستثمرين في الصين والدول العربية

كما أبرز أهمية التواصل الثقافي والتربوي بين الجانبين العربي والصيني ورحب بإعلان سنة 2014 – 2015 سنة للصداقة العربية الصينية

واستعرض السيد وزير الشؤون الخارجية التونسي الخطوات الثابتة التي قطعتها تونس لاستكمال مرحلة الانتقال الديمقراطي وتطرق إلى المستوى الجيد الذي تلعبه العلاقات الثنائية بين تونس والصين وأكد على الرغبة المشتركة في مزيد تطويرها وتعزيزها بما يعكس متانة روابط الصداقة والشراكة القائمة مشيرا إلى أن البلدين يحتفلان هذه السنة بمرور 50 سنة على إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما

وقد أشاد وزير خارجية الصين من جهته في الجلسة العامة للمنتدى وبحضور رؤساء الوفود بما حققته تونس من نجاحات في مجال الانتقال الديمقراطي وأكد ثقة المجتمع الدولي في قدرة تونس على مزيد تدعيم الأمن والاستقرار. كما شدد على ثقة الصين التامة في إمكانيات تونس لتحقيق التطور المنشود وأن بلاده تكن كامل الاحترام لتونس وخياراتها. وأشاد رؤساء الوفود العربية والأمين العام لجامعة الدول العربية في كلماتهم بنجاح تونس في المرحلة الانتقالية

وقد اعتمد الاجتماع الوزاري لهذا المنتدى في ختام أشغاله ثلاث وثائق هي إعلان بكين والخطة التنموية للعشرية للمنتدى للفترة 2014-2024 والبرنامج التنفيذي للمنتدى للفترة 2014-2016

وتجدر الإشارة إلى أن إعلان بكين تضمن الإعراب عن الارتياح للخطوات الإيجابية التي قطعتها تونس على مسار الانتقال الديمقراطي في إطار التوافق الوطني وأكد الإعلان على أهمية دعم تونس في هذه المرحلة

ما تضمن البرنامج التنفيذي للمنتدى لسنوات 2014 -2016 دعوة الجانبين العربي والصيني بدراسة مشروع الجدوى الذي تقدم به الجانب التونسي حول إنشاء مركز عربي صيني في مجال التكوين في قطاع السياحة والفندقة مقره تونس من أجل تفعيل المشروع في أقرب الآجال

كما كان للسيد وزير الشؤون الخارجية التونسي خلال هذه الدورة لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه من الدول العربية على غرار وزراء خارجية كل من الإمارات العربية المتحدة ومصر وقطر والجزائر والمغرب وسلطنة عمان وفلسطين ووزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي والأمين العام لجامعة الدول العربية

رضا سالم الصامت / كاتب صحفي و مستشار إعلامي

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي