CRI Online

تقرير :الصين تساهم في استخراج "كنز علي بابا" الغابر في جيبوتي

cri       (GMT+08:00) 2017-07-10 10:33:16






يعد الملح أهم ثروة طبيعية لدولة جيبوتي الواقعة في شرق إفريقيا، وتعتبر بحيرة عسل بمثابة "كنز علي بابا" الغابر. منذ زمن طويل، ظل هذا "الكنز" مليئاً بالمجوهرات النادرة، لكن أحداً لم ينتبه إليه. ومع دخول الشركات الصينية للاستثمار والإنشاء في الملح، أخذ مشهد أزرق جميل يترائى للعيان في أثيوبيا. حيث تحولت بحيرة عسل إلى مركز صناعي ومقصد سياحي في ذات الوقت. وفي المستقبل، ستتمكن هذه البحيرة من تصدير ملحها إلى مختلف أنحاء العالم، وتوفير كميات هائلة من النقد الأجنبي الذي تحتاجه التنمية الاقتصادية في جيبوتي.

في هذا الصدد، قالت صحيفة "الوطن" الجيبوتية، إن استثمار الشركات الصينية في بحيرة عسل لإنتاج الملح، سيدفع قدماً بمسيرة التصنيع والتنمية الاقتصادية بجيبوتي، ويخلق عدداً كبيراً من الوظائف. وأضافت قائلة: إن الفقر والبطالة قد يتحولان إلى مجرد ذكرى في أذهان الشباب الذي يسكن بالقرى المجاورة.

يعرّف المدير العام لمشروع مرسى بحيرة عسل بجيبوتي، الذي تشرف عليه الشركة الصينية للموانئ، بحيرة عسل بأنها تقع في أقصى شمال خليج شرق إفريقيا، على انخفاض 157 م تحت سطح البحر. وهي النقطة الأكثر انخفاضاً في القارة الإفريقية والثالثة عالمياً. تبلغ مساحة البحيرة 119 كم مربع، وتنتشر موارد الملح على قرابة 57 كم مربع. وتصل أقصى نقطة عمقا لحقول الملح إلى 60 م. وتقدر احتياطتها من الملح بـ 2.85 مليار طن، ما يجعلها أهم ثروة طبيعية لجيبوتي.

على مدى مئات السنين ظل سكان جيبوتي يستخرجون الملح من بحيرة عسل بطرق تقليدية. ثم نقلها عبر الجمال لبيعها في أثيوبيا والصومال. وتولي حكومة جيبوتي في الوقت الحالي أهمية كبيرة لثروات الملح، للعب دور هام في التنمية الاقتصادية. لكن نقص تقنيات الاستخراج والموارد المالية، عطل عملية تحويل هذا الكنز إلى نجاعة اقتصادية. ما جعل بحيرة عسل تتحول إلى كنز غابر، لا يمكن للشعب الجيبوتي الاستفادة منه.

سبق لـشركة أمريكية أن استثمرت في الملح الجيبوتي في عام 2008، لكنها توقفت العمل بعد اندلاع الأزمة المالية. في عام 2012، عبرت حكومة جيبوتي للحكومة الصينية عن رغبتها الملحة في دعوة الشركات الصينية للاستثمار.

وفي عام 2015 قامت مجموعة إنشاء الاتصالات الصينية بشراء 65% من أسهم الشركة الأمريكية المستثمرة في الملح الجيبوتي بـ20 مليون دولار. وبعد انسحاب الشركة الأمريكية من بناء مرسى الملح، قام بنك الاستيراد والتصدير الصيني بتوفير قرض للحكومة الجيبوتية بقيمة 60 مليون دولار، وتولت الشركة الصينية للموانئ التابعة لمجموعة إنشاء الاتصالات الصينية بإنشاء المرسى بعد إمضاء عقد EPC مع الجانب الجيبوتي.

بدأت أشغال انشاء مرسى تصدير الملح بجيبوتي في نوفمبر 2013، وانتهت في نهاية عام 2015، وتصل حمولته إلى قرابة 10 أطنان. كما قامت الشركة بشق طريق يصل إلى بحيرة الملح بطول 16 كم، وقامت الشركة المستثمرة ببناء منطقة إنتاج لمعالجة الملح بالقرب من البحيرة أيضاً. ووفقا للتقديرات، يمكن للبحيرة تصدير مابين 4 و5 ملايين طن من الملح سنوياً، ما يوفر لجيبوتي ايرادات هامة من النقد الأجنبي.

يشير المراقب المالي العام بالشركة الصينية للإنشاء بجيبوتي شي وان شي إلى أن ثروات الملح في جيبوتي تثير اهتمام عدداً من الشركات الصينية. حيث تخطط شركة شاندونغ للصناعات الكميائية وغيرها من الشركات لتطوير استغلال مختلف الموارد ببحيرة عسل، والجمع بين التكنولوجيا الصينية المتقدمة والموارد الطبيعية والبشرية في جيبوتي لرسم طريق للتعاون مربع للجانبين.

إلى جانب موارد الملح، تتميز بحيرة عسل بثرائها بعدة موارد أخرى، حيث تصل احتياطات البحيرة من البورمين 1.1 مليون طن، 10.7 مليون طن من احتياطات البوتاسيوم. في ذات الوقت، تتميز المنطقة التي تقع فيها البحيرة بوفرة طاقة الرياح، والطاقة المائية والشمسية. في هذا السياق، يقول شي وان شي بأن شركتهم تخطط لبناء منطقة للصناعة الكميائية المتخصصة في الملح بجانب مرسى تصدير الملح. إلى جانب بناء منطقة لإنتاج الملح، ومنطقة لإنتاج الطاقة، ومركز أسماك، ومنطقة للصناعة الكميائية، ومنطقة للإمدادات ومنطقة سياحية وغيرها من المرافق الصناعية، لتطوير صناعة ملح الطعام، والملح الصناعي وصناعة البورمين والطاقة الكهربائية وغيرها.

"سيتحسن الوضع الاقتصادي، بعد إنشاء هذه المشاريع، وستوفر ما لا يقل عن ألف فرصة عمل"، يقول شي. ويضيف أن جيبوتي التي لا يزيد عدد سكانها عن 1 مليون، تعاني من أزمة بطالة كبيرة، في حين تمتلك بحيرة عسل آفاق سياحية واسعة، حيث يمكن تحويلها في المستقبل إلى منطقة سياحية وتوفير المزيد من فرص العمل.

تلقى استثمارات الشركات الصينية في جيبوتي استحساناً من السكان المحليين، وهنا يقول محمد موسى وهو الشيخ في احدى القرى المجاورة للبحيرة، إن الاستثمارات الصينية قد وفرت عدداً كبيراً من الوظائف لسكان جيبوتي، وأسهمت في معالجة مشكلة البطالة التي يعانيها الشباب في جيبوتي.

حسن هو موظف جيبوتي، سبق له أن درس الميكانيكا في الصين، وفي الوقت الحالي يعمل في شركة صينية تستغل الملح. ويقول حسن إن الملح يعد ثروة هامة بالنسبة لجيبوتي، اذا أن تحويل الموارد الطبيعية إلى ثروة سيتيح للمزيد من الشباب في جيبوتي فرص العمل.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي