CRI Online

مبادرة الحزام والطريق تخلق فرصة للدول على طول الطريق في تحقيق التنمية الاقتصادية

cri       (GMT+08:00) 2017-05-23 15:27:38

أظهرت أحدث الإحصاءات من وزارة التجارة الصينية أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، وصل حجم التجارة بين الصين والدول المطلة على طول الطريق، إلى 3.1 تريليون دولار أمريكي، مشكلا 26 في المئة من إجمالي التجارة الخارجية. وفي عام 2016، وصل حجم التجارة بين الصين والدول العربية إلى 171.14 مليار دولار أمريكي، من بينها، بلغ حجم الصادرات من الدول العربية إلى الصين 70.3 مليار دولار أمريكي، ومن الصين إلى الدول العربية 100.84 مليار دولار أمريكي، حيث واصلت الصين كونها أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية ومصر والعراق.

وكما ذكر لي كه تشيانغ في تقرير عمل الحكومة، أنه خلال السنوات الأخيرة، اتخذت الصين إجراءات جديدة باستمرار لتعزيز الانفتاح على الخارج ودفع تطور مبادرة "الحزام والطريق"، وفي ظل ذلك، دخلت مجموعة من المشاريع الكبرى إلى حيزة التنفيذ. وفي المنطقة العربية، كثفت الصين الجهود في تعزيز التعاون مع السعودية والإمارات والسودان في تعزيز القدرات على الإنتاج والترويج، ونفذت المشاريع الكبرى في البنية التحتية المتعلقة بالكهرباء والاتصالات والنقل والمواصلات والصيناعة في السعودية والإمارات ومصر والجزائر، بالإضافة إلى استئناف المحادثات حول بناء منطقة تجارة حرة بين الصين-دول الخليج، مما أدى إلى تشكيل معادلة التعاون "١+٢+٣" المتمثلة في اتخاذ مجال الطاقة كالمحور الرئيسي ومجالي البنية التحتية وتسهيل التجارة والاستثمار كجناحين و٣ مجالات ذات تقنية متقدمة وحديثة تشمل الطاقة النووية والفضاء والأقمار الاصطناعية والطاقات الجديدة كنقاط اختراق في التعاون، وتعزيز التعاون في الطاقة الإنتاجية، وفقا للحالة الخاصة للعلاقات الصينية العربية. فحظيت هذه المبادرات بتجاوبات إيجابية من الدول العربية.

وتجدر الإشارة إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" تساهم أيضا في تعزيز التبادلات والتعاون بين الصين والدول المطلة على طول الطريق في مجالات التعليم والثقافة والسياحة.

وفي ظل ذلك، نجح الأستاذ السوري محمد • أحمد •محمد في إيجاد فرصة لتعليم اللغة العربية في جامعة قوانغدونغ للدراسات الأجنبية بمقاطعة قوانغدونغ بجنوبي الصين.

محمد أسامة، شاب مصري، ويحمل الاسم الصيني مو شياو لونغ، درس اللغة الصينية في جامعة القاهرة، وبعد تخرجه في الجامعة، غادر مصر إلى الصين، ويعمل الآن في إحدى وسائل الإعلام. وعند الحديث عن فوائد "تعلم اللغة الصينية"، قال محمد:

"الآن، هناك عدد كبير من الناس يدرسون اللغة الصينية في مصر، وبكل صراحة، يمكنهم إيجاد فرص العمل بسهولة لتحقيق دخل مرتفع سواء أكانوا مرشدين سياحيين أو مترجمين."

ومو شياو لونغ، خفيف الدم، يشارك كثيراً في البرنامج التلفزيونية الصينية في مصر، حتى بات معروفاً لدى قطاع كبير من المشاهدين، وهو ضيف مصري في برنامج تلفزيوني بعنوان "محادثة غير رسمية"، على شاشة تليفزيون مقاطعة هوبي، وعن شهرته في الصين، قال مو شياو لونغ:

"لماذا أنا شهير لدى الصينيين؟، لأن الكثير من البرامج التلفزيونية تدعوني إلى تعريف الصينيين على مصر التي تعد دولة تاريخية عريقة، مثل الصين، وأيضا تقع على طول "الحزام والطريق"، لذلك، حظيت بالكثير من الاهتمام."

وأشار مو شياو لونغ إلى أنه بعد انطلاق مبادرة "الحزام والطريق"، تكثفت وتعمقت التبادلات الثقافية بين الصين ومصر، ولم تعد تقتصر على المظاهر كالماضي، إذ قال:

"في الماضي، كنت إذا سألت مصرياً ماذا يعرف عن الصين، يقول لك إن الصينيين يأكلون كل شيء، ويتقنون لعبة الكونغ فو، ويستطيعون الطيران، وبالمقابل، فإن الصينيين لم يكونوا يعرفون عن مصر سوى الأهرامات والمومياوات، وكانوا يعتقدون أن المصريين يذهبون للعمل وهم يركبون الإبل. فكانت هناك صورة واضحة لدى الطرفين عن الآخر"

وفي هذا السياق، يتطلع مو شياو لونغ ليكون أحد سفراء تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر، إذ قال:

"يتجسد حلمي في تعزيز التبادلات الثقافية بين الصين ومصر، لإزالة كل سوء فهم بين شعبي الدولتين. وفي ظل مبادرة "الحزام والطريق"، أعتقد أني سأقوم بأداء هذه المهمة بصورة أفضل، ويتحقق حلمي شيئاً فشيئاً، وسأفعل كل ما أريد بدون توقف، وأمشي بثبات على الطريق الذي اخترته لنفسي..."

خلال عملية دفع بناء "الحزام والطريق"، شهد قطاع السياحة تطورا ملحوظا، وقال مختار السيد بكري مدير مكتب الترويج لوكالة سياحية مصرية:

وتلعب السياحة دورا هاما في الاقتصاد المصري، وأظهر تقرير أصدرته رابطة السفر والسياحة الدولية أن عائدات السياحة تشكل 13 في المئة من إجمالي الاقتصاد المصري، وتخلق بصورة مباشرة أو غير مباشرة 12 من المئة من إجمالي فرص العمل. وفي عام 2016، وصل عدد السياح الصينيين لزيارة مصر ما يقرب من 150 ألف شخص، محتلا المرتبة الخامسة من الزوار الأجانب.

ومن أجل تضييق المسافة بين شعوب الدول المختلفة من خلال تكثيف التبادلات، قررت العديد من الدول العربية مثل البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، الإمارات العربية المتحدة، المغرب، تونس، مصر وغيرها من البلدان الأخرى، بإعفاء تأشيرة سياحية أو تبسيط إجراءات منح التأشيرات، وفي هذا الصدد، قال مختار:

والآن، فتح مختار فرعين للوكالة السياحية في الصين، وواحدها في بكين، والآخر في تايوان الصينية. وحول تطور الوكالة.

"دفع بناء "الحزام والطريق بثبات، والتمسك بالتشاور والبناء المشترك والتقاسم المشترك، وتسريع الخطوات في بناء الممر الاقتصادي البري ونقاط التعاون البحرية، وتعميق التعاون الدولي في شتى المجالات بما فيها مجالات التعليم والثقافة والسياحة. وتشغيل بنجاح منتدى التعاون الدولي لمبادرة "الحزام والطريق"، من أجل فتح صفحة جديدة للتعاون والنجاح المشترك."

بعد الاستفادة من مبادرة "الحزام والطريق"، ألقى مختار والكثيرون من العرب نظرة على كل ما يتعلق بالمبادرة في تقرير عمل الحكومة الصينية، من أجل الحصول على الأمل في تحقيق الأحلام. وبعد متابعة التقرير، حمل مختار تطلعا أوفر لتطور السوق السياحية الصينية، إذ قال:

مستمعينا الأعزاء، إن الحلم هو الشمس التي تضيء حياتنا بكل ما جميل ورائع، أما الحروب والاضطرابات، فإنها ظلام دامس ليس فيه إلا الشر والخوف.

ومن حسن الطالع والحظ، أن مبادرة "الحزام والطريق" جاءت في وقتها المناسب، لتكون شعاعاً من الضوء إلى مستقبل أكثر إشراقاً وبهجة، ونتمنى أن نمضي في ظلالها معاً لتحقيق أحلامنا وغدنا الأجمل.

أخبار متعلقة
تعليقات
تعلم اللغة الصينية
حول القسم العربي